الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني منذ فترة طويلة من اضطراب في الدورة الشهرية، فما سبب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، أعاني منذ أكثر من شهر من نزول دم الحيض، علما بأني طهرت لمدة يومين ثم نزل الدم مرة أخرى وبغزارة، مع قطع دم متجلطة، وبعض الألم في الرحم والثديين، وهذا منذ يومين، علما بأني أتناول حبوب جلوكوفاج 500 منذ 20 يوما للمساعدة في تخفيض الوزن، فوزني 85 كيلو، وطولي 160سم، وأعطاني حبوبا مضادة للبكتيريا حب الشباب، وفي بعض الأحيان ملين؛ لأني أعاني من إمساك هذه الأيام.

أعلمكم دكتور أن دورتي مضطربة منذ سنتين، وقد تناولت حبوب تنظيم الأسرة، وفي هذه الفترة (منذ سنتين) قمت بعمل تحاليل للغدة الدرقية والدم، وتصوير للرحم، وكانت سليمة -والحمد لله-.

أفيدوني دكتور وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الرميصاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نزول الدورة الشهرية لمدة شهر متواصل أمر يحتاج إلى بحث وتشخيص من خلال سونار على الرحم والمبايض للبحث عن الأسباب، مثل: الكتل الليفية في الرحم، ومثل ضعف بطانة الرحم الناتجة عن التكيس، وهذا ما يسمى بغزارة الدورة، أو (polymenorrhagia)، وهي تعني نزول الدورة الشهرية لأكثر من 7 أيام، وكميات دم أكثر من المعتاد، مع نزول الدم متجلط مثل كتل اللحم.

ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى التكيس والخلل الهرموني هو الوزن الزائد، وما يسببه من زيادة مقاومة الخلايا لهرمون الأنسولين، وارتفاع هرمون الذكورة، وارتفاع هرمون الحليب، ويصبح هرمون الأستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدا، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانا، وتطول مدة نزولها، أو يحدث تنقيط أو نزول إفرازات بنية حسب حالة الخلل الحادث.

ويعتبر الوزن الزائد أهم أسباب التكيس على المبايض، كذلك فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية أو الكسل في نشاطها يؤدي إلى تلك الأعراض، ولذلك يجب فحص صورة دم CBC، وفحص هرمونات الغدة الدرقية TSH-- FreeT4 ، وفحص هرمون الحليب، وفحص فيتامين د، وعمل سونار على الرحم والمبايض، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل والأشعة.

ولتجنب الإمساك: يجب الإكثار من السوائل والألياف في الطعام من خلال شرب المزيد من الماء، وتناول السلطات، مع الإكثار من تناول زيت الزيتون خصوصا على الريق صباحا، وتناول الخبز الأسمر، وشوربة الشوفان والحبوب، وتلبينة الشعير، وهي عبارة عن مغلي ملعقتين شعير مطحون في كوب حليب دافئ قبل النوم، كل ذلك يساعد على إخراج لين، وعلاج البواسير من الدرجة الأولى والثانية -إن شاء الله-.

ولإعادة تنظيم الدورة، وعلاج الأكياس الوظيفية، ووقف التكيس، ولإعادة بناء بطانة الرحم:
- يجب الصبر قليلا، وتناول حبوب منع الحمل ( الهرمونات )، وهي تناسب الفتيات غير المتزوجات، مثل كليمن أو ياسمين لعدة شهور، شريطا كاملا21 يوما، والتوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، ثم الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب دوفاستون، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي، وجرعتها 10 مج تؤخذ قرصا واحدا مرتين في اليوم من اليوم ال 16 من بداية الدورة حتى اليوم ال 26 من بدايتها، وذلك لعدة شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية.

- والأهم من الحبوب هو علاج السبب، من خلال السيطرة على الوزن، وذلك عن طريق حمية غذائية جيدة، من خلال تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة، خصوصا الحبوب، مثل: الشوفان، والقمح، والفول بدون الزيت، والتونة بالماء، والمشوي من الدجاج والأسماك واللحوم الحمراء، وهذه الأطعمة تعطي الإحساس بالشبع، بخلاف الحلويات والسكريات والعصائر التي لا يمكن الشعور بالشبع عند تناولها، مع الإكثار من السلطات والأعشاب الخضراء، والخضروات المطبوخة، ومن خلال ممارسة الرياضة، خصوصا المشي، لأن السمنة والوزن الزائد تعتبران السبب الرئيسي في هذا الخلل، وعدم انتظام الدورة الشهرية.

- ويمكنك محاولة تناول حبوب جلوكوفاج 500 قرصا واحدا بعد الأكل لتنظيم عمل هرمون الأنسولين، والمساعدة في علاج التكيس للمساعدة في الحمية ولتنظيم الدورة الشهرية.

- مع الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي.

- تناول أعشاب البردقوش والمرمية، وهناك أيضا حليب الصويا أو كبسولات فيتو صويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض.

- ومن الأدوية التي تناسب علاج غزارة الدورة الشهرية أيضا وتكرار النزيف هو: Ormeloxifene 30 mg، يؤخذ مرتين أسبوعيا لمدة شهرين، ثم مرة واحدة أسبوعيا لمدة 4 شهور.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً