الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دخلت الجامعة وأعاني من التأتأة والتوتر، هل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري (18) عاماً، صحتي جيدة -والحمد لله-، لكن هناك مشكلة أعاني منها، وهي نوع من التأتأة، وأحيانا تزداد، وأحيانا تخف، ولا أعرف السبب، والأمر الذي جعلني أكتب هذه الرسالة أنني الآن دخلت الجامعة، والجامعة ليست مثل المدرسة، ففيها اختلاط أكثر، وأحيانا يستلزم الأمر أنك تقدم (برزنتيشن) وهذا الأمر هو نقطة ضعفي.

أحتاج إلى نصيحة منكم، لأنه لا ينفع أن أظل أتهرب من هذه المشكلة طول حياتي، وتلازمني حتى عندما أكبر وأتزوج؛ لأنها -والله العظيم- مؤلمة نفسياً جدا. والآن بعد أسبوعين عندي مشروع (برزنتيشن) وخائف منه كثيرا.

أريد نصيحتكم من أين أبدأ بعلاج نفسي للمدى البعيد؟ وماذا أفعل بالمشروع الذي سأعمله؟ وأريد أن أسأل عن أي نوع دواء يقلل التوتر والقلق ممكن شراؤه من الصيدليات؟

الله يجزيكم الخير على هذا الموقع، ويجعله سببا في دخولكم الجنة بإذنه تعالى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا جزيلاً على كلماتك الطيبة، ودعائك لنا، ونسأل الله أن يوفقنا لما فيه الخير ومساعدة الجميع، ونسأل الله العلي القدير أن يوفقك للتغلب على مشاكلك، وأن يسعد حياتك.

التأتأة أسبابها غير معروفة، وقد يكون لها عنصر وراثي، وطبعًا عادةً تزداد عند التوتر أو الكلام مع الآخرين، ولا أدري هل هي سبب الرهاب الاجتماعي الذي عندك؟

على كل حال أنت تعاني من الرهاب الاجتماعي، وهي الرهبة والخوف عند التحدث أمام الآخرين، وهذا يجعلك مرهوبا من البرزنتيشن (presentation) والعلاج نوعان: علاج نفسي ودوائي:

• العلاج النفسي هو ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي، وهو دراسة الحالات وترتيبها حسب تفاوتها في الصعوبة، أي ترتيبها من المواقف الأكثر صعوبة فالمتوسطة فالأقل، وتبدأ بالتدريب على هذه المواقف، وتبدأ بالمواقف البسيطة، والتدريب يمكن أن يكون في الخيال، أي أنك تتخيل نفسك في أحد تلك المواقف لفترة من الوقت حتى يحصل لك قلق وتوتر، ثم تسترخي بعد ذلك...، وهكذا حتى تنجح في اجتياز هذا الموقف، ثم تتدرَّب للموقف الذي بعده، ثم الأكثر صعوبة.

وإذا كانت هناك طريقة للاستعانة بمعالج نفسي في هذا الصدد سيكون أفضل.

• العلاج الدوائي: ومن الأدوية التي تساعد مع هذه التمارين على تقليل خفقان القلب والرعشة دواء يعرف تجاريًا باسم (إندرال Inderal) ويعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol) عشرة مليجرام، ثلاث مرات في اليوم، وإذا كان عندك ربو صدري فلا تستعمل الإندرال، أما إذا لم تشكُ من ربو صدري فليس له آثار جانبية أخرى مزعجة.

تناول الإندرال قبل البرزنتشن (presentation) ويستحسن أن تستمر فيه لعدة أيام قبل البرزنتشن، يعني ثلاثة أيام مثلاً، هذا مع العلاج السلوكي الذي ذكرته لك، وإن شاء الله تعالى تتغلب على هذه المواقف.

وفَّقك الله، وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً