الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي رهبة من التحدث أمام الناس وأريد علاجا مناسبا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حالتي باختصار: أنا شخص يوجد لدي رهبة من الحديث أمام الناس، أو عندما ينظرون إلي بوقت واحد يبدأ قلبي بالنبض السريع، ووجهي بالاحمرار، وصوتي يضعف، والأفكار تتشتت.

مع العلم أني أستخدم إفكسور ولمدة عامين تقريبا، وذلك بسبب ضغط الدراسة بالخارج، والحمد لله تخرجت، وأستطيع الآن إيقافه، علما بأن الإفكسور لم يساعدني أبدا في الحديث أمام الناس عند استخدامه، بل ساعدني بضبط مزاجي فقط.

الآن أفكر بحل مشكلة سرعة دقات القلب عندما أتحدث أمام الناس، وقرأت بالموقع هنا أن (إندرال 10) يساعد على التقليل من سرعة نبضات القلب واحمرار الوجه ... الخ، فهل تنصحني -يا دكتور- باستخدامه؟ وكم المدة المتوقعة لاستخدامه؟ وعند استخدامه هل تنصحني باستخدام علاج آخر معه أو استخدام إفكسور؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طبعًا -من حديثك وشرحك- واضحٌ أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي، والرهاب الاجتماعي منتشر، ويقال أن 12% من أي مجتمع يعانون من هذا الرهاب، وتتفاوتْ حِدَّته وتأثيراته من شخصٍ لآخر، والحمدُ لله أنك استطعتَ أن تنجح وتُواصل في دراستك بالرغم من وجود هذه الأعراض، وتريد الآن أن تنطلق في الحياة.

الـ (إفكسر Efexor) نعم، هو مضاد للاكتئاب والقلق، ولكنه ليس من الأدوية الفعّالة للرهاب الاجتماعي، وهذا قد يُفسِّرُ لماذا لا يفيدك؟ هناك أدوية أخرى معروفة هي أكثر فعالية من الإفكسر في علاج الرهاب الاجتماعي.

الـ (إندرال Inderal) نعم يفيد في علاج سرعة ضربات القلب وفي علاج التعرُّق، أي في الأعراض الجسدية المصاحبة للقلق والمصاحبة للرهاب، وأهم شيء لاستعمال الإندرال أنك لا تعاني الربو أو الحساسية في الصدر؛ لأنه لا يُنصح باستعماله عند الأشخاص الذين يعانون من الربو.

أما الجرعة ينبغي أن تكون عشرة مليجراما ثلاث مرات في اليوم، والمدة تعتمد على مدى الاستجابة، والتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي.

أيضًا تحتاج إلى علاج سلوكي مع تناول الأدوية، علاج سلوكي حيث يجب عليك أن تقوم بتحليل سلوكي للمواقف التي يكون فيها الرهاب والقلق والتوتر شديدًا، وتقوم بترتيبها ترتيبًا تنازليًا، أكثر المواقف صعوبة ثم الأقل صعوبة ثم الأقل، إلى أن تصل إلى المواقف البسيطة، وتبدأ في العلاج العكسي، تبدأ بالمواقف البسيطة، تواجهها، ويمكن أن تكون المواجهة في الخيال أولاً، تخيَّل المواقف البسيطة حتى يخفَّ القلق، تواجهها، ثم تتدرَّج فالأكثر صعوبة فالأكثر، إلى أن تصل إلى المواقف الأشد صعوبة، وإذا وجدتَّ معالجًا نفسيًا كفئًا فقد يكون هذا أفضل، سوف يقوم بتحليل السلوك ووضع برنامج سلوكي متدرج ومنضبط ولفترات مُحددة.

أما الأدوية الأخرى التي يمكن استعمالها، فمثلاً الـ (زولفت Zoloft) والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) خمسين مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة قبل النوم لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، ويمكن الاستمرار في تناوله لفترة ثلاثة إلى ستة أشهر، مع العلاج النفسي، ومع الإندرال، وبعد أن تتحسَّن الحالة ويزول الرهاب الاجتماعي عليك بالتوقف التدريجي للسيرترالين، ربع حبة كل أسبوع، أي تحتاج لمدة شهرٍ كامل حتى توقفه تمامًا، والآن لا داع للاستمرار في الإفكسر، فيمكنك التوقف عنه.

وفَّقك الله، وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر خليل

    شكرا للإضافة عسى أن تكون في ميزان حسناتكم

  • أوروبا رميساء.

    الله يوفقكم.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً