الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب فشلي في الحياة أقدمت على الانتحار أفيدوني ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 37 عاماً، وإلى الآن لم أستمر في أي عمل، وكان آخر عمل لي قبل أسبوع حيث أنني سأكمل السنة في شهر ديسمبر، ولكني أقفلت الجوال ولم أذهب لتقديم الاستقالة، ومنذ حينها وحالتي النفسية متردية، وأشعر بالفشل التام والكامل، ومن المستحيل أن أنجح؛ فأنا تعبت من تجديد العمل والفشل فيه في كل مرة، فهو شعور مرهق.

أنا كنت مواظبة على الصلاة والآن لا أصلي أبداً، وأفكر في الانتحار كثيرا، وأقدمت على محاولة الانتحار وباءت بالفشل أيضا، حتى في الانتحار فاشلة، وأغلب نومي بفعل الحبوب المنومة ولا أدري ما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ walaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

الأخت الكريمة أولاً: نقول لك الحمد لله على سلامتك، والحمد لله أن محاولاتك للتخلص من حياتك لم تنجح، والحمد لله أنك خرجت من هذه المحاولات دون خسائر جسمية أو صحية؛ لأن هناك من حاول الانتحار وخرج بإعاقة دائمة وتشويه في جسمه وعقله، فأراد الله له الحياة مع النقص في صحته، فالاستجابة للمشاكل الحياتية بالحزن، والاكتئاب والمحاولات الانتحارية ليس هو الحل لمجابهتها، بل لا بد من التفكير في حلها بالطرق الواقعية، أو على الأقل التعايش معها بطريقة إيجابية إذا لم يوفق الشخص في الحل المناسب في الوقت الراهن.

الفرصة أمامك الآن للتغيير، والفرصة أمامك الآن لإعادة الثقة بالنفس بنسيان الماضي والاستمتاع بالحاضر، والتخطيط للمستقبل بكل ثقة وثبات؛ حتى لا تخسري دينك ودنياك.

ثانياً: نطلب منك أن تبعدي شبح العجز واليأس الذي خيم على قلبك وفكرك، واستبدليه بروح التفاؤل والنظرة المشرقة للحياة، فلاشك أن لديك العديد من القدرات والطاقات، فقط محتاجة للتفجير والاستثمار بصورة جيدة و-إن شاء الله- تصلين لما تريدين.

انظري إلى حال من هم أضعف وأقل منك صحة، وعلماً، وقدرة، ومهارة تعلقوا بالحياة فأبدعوا فيها، وحققوا الكثير من الإنجازات في مجالات حياتية مختلفة فلمعت أسماؤهم، وكبر شأنهم وصاروا من الأعلام، فما تم ذلك إلا بقوة عزيمتهم، وإرادتهم، ومثابرتهم.

حاولي دائماً تحكيم العقل لا العاطفة، وانظري للأمور بنظرة واقعية، وأن تكون حلولك للمشاكل أيضاً واقعية، ولا تستسلمي فالحياة كلها مجاهدة ومكابدة.

ثالثاً: نوصيك أولاً: بكثرة الاستغفار فإنه مزيل للهموم، ومجلب للسعادة -إن شاء الله-، ثم حاولي التخلي عن الحساسية الزائدة في علاقاتك مع الآخرين، ولا تحقري ما عندك من إمكانيات وقدرات وخصائص وسمات.

رابعاً: تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص وهي الرغبة في بلوغ الكمال – سرعة التسليم بالهزيمة – التأثير السلبي بنجاح الآخرين – التلهف إلى الحب والعطف – الحساسية الفائقة – افتقاد روح الفكاهة.

حاولي التحلي بالصفات التي ضدها مثل: القناعة بما عندك وعدم الاستسلام والاستفادة من التجارب الفاشلة، وتمنى النجاح للآخرين وليكن نجاحهم دافعا وحافزا بالنسبة لك، واسعي ليكون حب الله ورسوله هدفا لك، وليكن مقياسك للأمور مستمد من الكتاب والسنة لا من الهوى والأحكام الذاتية، ولا تقللي من شأنك ومن قيمتك فأنت بالله أقوى، وأنت بالله أعزّ وأرفع.

تذكري -أختنا الكريمة- أن من وظائف الإنسان الأساسية في هذه الحياة هي عبادة الله تعالى وتعمير الأرض بكل ما هو متاح وممكن لإسعاد نفسه، وإسعاد من حوله من الناس.

وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا الملكه

    لاحرام وجودك في الحياة نعمه من الله الصلاة لوجبة الفشل مو نهاية العالم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً