الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق والتوتر وأثر التربية القاسية في إيجاده

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باختصار شديد: أعاني من الخوف الشديد بسبب أو بدون بسبب، وحالتي هذه أعاني منها منذ تقريبا عشرين سنة، ولا أخفيكم بأن الوالد -الله يرحمه-كان شديد القسوة معي بالضرب لمدة طويلة، وفي المدرسة كنت أعاقب باستمرار.

والآن أعاني من أداء واجبي العملي بقوةٍ خارقة تقريبا، والشعور دائما بعدم الثقة في أي شيء اتخذه، من عمل، أو تخطيط، أو حسابات، وغيرها، وأخاف من مواجهة الناس، خاصة وهي الخطورة القاسية التي أعانيها، فعند المواجهة هناك إحساس بالخجل والارتباك والصمت القاتل، والخوف من أمور سلبية، وعند حدوث كارثة لي مع الناس يحدث برود في الجسم، وارتجاف شديد، وانطواء للجسم من الخوف، وجسمي يتوقف ولا أستطيع الحركة أو التفكير، وأتقبل الكارثة مهما كانت خطورتها، وأقعد أزن من الألم بصدري، ومن الدوخة والإحساس بالإغماء.

لا أبالغ إذا قلت بأني أحس بضغط أو تقلص في منطقة المعدة عند الخوف الشديد، فمن منطقة المعدة تحت الصدر إلى الصدر إلى الرأس؛ تحدث أمور وبرود ولسع كلسع النحل، وأمور لا أستطيع وصفها بدقة، فتقريبا المرض متنقل.

أرجو من الله ثم منكم حلا لأستطيع ممارسة حياتي الطبيعية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali Mahd حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح جدًّا أنك تعاني من أعراض قلق نفسية وجسدية، أعراض واضحة للقلق مثل: زيادة ضربات وخفقان القلب، وآلام المعدة، والتوتر والخوف، كما أنك تعاني من سمات معينة من سمات الشخصية: عدم الثقة في النفس، الإحساس بالدونية، وتقليل الذات.

قد لا نستطيع الجزم أن عامل التربية له تأثير، ولكن قد يكون معاملة والدك عامل من العوامل، فالقسوة في التربية تجعل من الطفل غير مطمئن، وليس له ثقة بنفسه، ويخاف من اتخاذ القرارات والمبادرة، خوفًا من العقاب، عكس التربية التي تكون بالتشجيع والثناء، يصبح الطفل أكثر مبادرة واطمئنانًا وإقدامًا.

واضح أنك تعاني معاناة واضحة، ولذلك تحتاج إلى علاج، وأهم العلاج الذي تحتاج إليه علاج نفسي، هناك عدة علاجات الآن لتقوية الذات، تُعطي مهارات لتقوية الذات، وزيادة الفعالية في اتخاذ القرارات والمبادرة، مع تمارين للاسترخاء النفسي، ويمكنك أيضًا أن تتناول بعض الأدوية التي تُساعد في التخلص من القلق والتوتر، وأنصح لك بدواء يعرف علميًا باسم ديولكستين (Duloxetin) والذي يسمى تجاريًا باسم (سيمبالتا Cymbalta)، مفيد للقلق وللتوتر والأعراض الجسدية معًا.

ديولكستين ثلاثين مليجرامًا، حبة يوميًا ليلاً، مع العلاج النفسي، وبعد مرور شهرٍ ونصف على شهرين إذا كانت الجرعة غير كافية –ثلاثين مليجرامًا– فيمكن زيادة الجرعة إلى ستين مليجراما، وأنصحك بالاستمرار في تناوله لفترة لا تقل عن ستة أشهر، مع العلاج النفسي المذكور، ثم بعدها يمكن التوقف عن الدواء، ولا يحتاج للتدرُّج في التوقف عنه.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً