الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من السمنة وارتفاع طفيف في ضغط الدم، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 25 سنة، أعاني من السمنة، وكتلة جسمي هي 34، عملت فحصاً طبياً قبل شهر ونصف، بخصوص وظيفة تقدمت لها، وكنت متوتراًَ بشدة، وأخبرتني الممرضة أن ضغط دمي مرتفع 140/100 بعدها أصبحت أفكر بكثرة في ضغط الدم، والخوف من المرض والموت، وأصابني ما أخبرني الأطباء أنها نوبة هلع، حيث أحسست بسرعة نبضات القلب، وعدم راحة في الصدر وإحساس بالانهيار، لكن بدون ضيق في التنفس أو تعرق، وأثناء نوبة الهلع كان ضغط دمي 175/85 وبعدها بربع ساعة نزل إلى 140/80 .

قمت بزيارة استشاري قلب، وعمل لي تخطيط قلب، وأشعة صوتية، وفحص مستوى الكولسترول في الدم، واختبار ضغط دم لمدة يوم كامل، وذكر لي أن التخطيط سليم والأشعة الصوتية تظهر سلامة القلب والصمامات، وأن مستوى الكولوسترول الضار والنافع في المعدلات الطبيعية.

عندي ارتفاع طفيف في ضغط الدم حيث كان المعدل على 24 ساعة 140/80 تقريباً، لم أقتنع حيث أني كنت أحس بآلام في الصدر، وذهبت لطبيب آخر عمل لي اختبار الجهد، وقاس ضغط دمي خلال الاختبار، حيث كان في الراحة 120/80 وارتفع مع أقصى الجهد إلى 170/80، وذكر لي أن فحوص اختبار الجهد سليمة.

صرت أراقب ضغط دمي في المنزل، وتظهر نتائج في الغالب طبيعية، ولكن أحياناً يرتفع بشدة، وخصوصاً لدى الطبيب تظهر النتيجة مرتفعة، حيث ظهرت 160/100 رغم أني لا أرى نفس النتيجة في المنزل، ودائماً النتائج متفاوتة بشدة، وأحياناً تكون مثالية أو ترتفع كثيراً.

أحس بالقلق وعدم الراحة، وألم في الصدر يأتي مع زيادة القلق والتفكير، لكني أمشي لمسافات طويلة دون أن أحس أن الألم يزداد مع الجهد.

هل أنا في خطر؟ وهل أنا في حاجة استخدام أدوية لضبط ضغط الدم، طبقاً لما ذكرت لك أم أن إنقاص الوزن والمشي اليومي يكفي؟ وهل الضغط يسبب تضخم عضلة القلب وباقي المضاعفات بسرعة في الشهر أم أنه يأخذ وقتاً طويلاً سنوات؟ لأن الطبيب طلب مني إنقاص وزني والرجوع له بعد ثلاثة أشهر، لإعادة مراقبة الضغط.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت شاب صغير في السن، وبما أن الفحوصات كلها سليمة بما فيها فحص الجهد، فالغالب أن مشكلة ارتفاعات الضغط بسبب السمنة والتوتر، والسمنة هي العامل الأول في هذه المشكلة، ليس فقط بسبب تضخم القلب والذي لا يبدو أنك تعاني منه بل بسبب طريقة الحياة، ومشاكل السمنة.

لذا كما وصف لك الطبيب لابد من انقاص الوزن، فمعدل كتلة الجسم عال جداً، وهذا الأمر يضر بصحتك في المستقبل، كما يعرضك للضغط والسكري وغيرها من المشاكل، وفي حالة خفضت وزنك فإن معدل الخطر من مضاعفات السمنة يقل بدرجة كبيرة، بعون الله.

لذا عليك بالتوقف عن القلق وشد الهمة لتخفيض وزنك بصورة فعالة، وعليك باستشارة مركز متخصص، ولو في البداية؛ حتى تكون لك بداية صحيحة، ثم تكمل الباقي بنفسك، واترك القلق ومارس حياتك بصورة طبيعية وقم بقياس ضغط الدم بصورة دورية، وعود نفسك ألا تقيسه وأنت قلق؛ فالقلق قد يؤدي إلى ارتفاع الضغط، وبالتالي قد يصف لك الطبيب علاجاً وقد لا تكون في حاجة له.

لذا درب نفسك على الاسترخاء، ومارس الرياضة، وأكثر من شرب الماء، وقلل من استهلاك الملح، بدرجة كبيرة، ونظم التغذية، وبعون الله سترى اختلافاً كبيراً في حياتك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً