الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك ضرر من استعمال اللوكابريد على الجلد المترقق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ترتيب ظهور المشاكل:
- خلال المراهقة ظهر الوسواس القهري الذي لم يكن يعطل حياتي بالرغم من أنه كان مزعجًا.

- صيف 2009 أصابني طنين الأذن مجهول السبب، وكان نتاج اجتماع هذا الطنين المزعج والمرعب مع شخصيتي الوسواسية قلق رهيب واكتئاب.

-2010 زالت تلك المشاعر الرهيبة مع بداية السنة الدراسية، وكنت أدرس بشكل طبيعي، بل وممتاز، وبدأت أتجاهل ذلك الطنين حتى نسيته تمامًا، وتأقلمت معه، لكن خلال هذه الفترة ظهرت على جسمي بقع بنية، مع حكة غير عادية ووخز، ومن هنا بدأت الرحلة مع الأطباء. ذهبت إلى طبيب وصف لي دواءً أزال تلك الأعراض، لكنها ظهرت من جديد.

- صيف 2010 شعرت بأن قدرتي الوظيفية أصبحت off كأن نفسي لا تستجيب لي إذا أردت فعل شيء ما، واعتقدت أن دماغي تعطل، لكن بعد مدة اتضح الأمر أنه اضطراب القلق العام الذي ظهر بدون سبب، لا صدمة، لا مشكلة، لا ضغط، لا أي شيء، فقط هكذا، ومنذ تلك اللحظة إلى الآن حياتي معطلة.

بهذا تكون لدي 3 مشاكل أريد حلا لها من فضلكم: الوسواس القهري, المشكلة الجلدية (التينيا الملونة + التهاب الجلد الدهني), اضطراب القلق العام ونواتجه من اكتئاب وأرق، وأضيف أنني استعملت الزيتا كورت على وجهي؛ مما أدى الى ترقق الجلد، والذي زاد حالتي النفسية سوءًا, ذهبت إلى الطبيب 24 أكتوبر 2015 وأعطاني:

- شامبو السرتاكونازول مرتين في الأسبوع لمدة شهرين.
- الاتاراكس 25 نصف حبة يوميًا لمدة شهر.
- اللوكوئيد Hydrocortisone Butyrate-17 0.1% غسول لشعري، وبسبب خوفي من الـsteroid استعملته فقط مرة و توقفت.

- كريم اللوكابريد 0.1% desonide وصفها لي، وقال لي طبقها على وجهك، بالرغم من أني أخبرته بالتأثير الذي أحدثه الزيتا الكورت على وجهي، فامتنعت عن استعمالها-اي اللوكابريد- بالرغم من أني أعلم أن تأثيرها سريع وفعال على مشكلتي، فهل هناك بديل لا يزيد من ترقق الجلد؟

هل تنصحوني بمتابعة العلاج عند هذا الطبيب الذي لم يقدر صحتي بسبب تجاهله لخطورة استعمال اللوكابريد على الجلد المترقق؟ أم أنني مخطئ ولا ضرر من استعمالها؟ هل الاستحمام المكثف مفيد في هذه الحالة؟ علمًا أنني لم أتحسن أبدًا ولا تزال القشرة والحكة وكل أعراض التينيا والالتهاب الدهني موجودة.

وفيما يخص مشكلتي النفسية قرأت عن الدوجماتيل, فهل تنصحونني به؟

بارك الله فيكم، وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك جدًّا في استشارات إسلام ويب.

الناحية النفسية لديك -إن شاء الله تعالى- ليست مزعجة أبدًا، وأنت ذكرت أنك تعاني من الوسواس القهري، واضطراب القلق العام، وكذلك الاكتئاب والأرق.

كنتُ أتمنى أن توضِّح أكثر عن الوسواس القهري؛ لأن الوسواس القهري بمفهومه وبمعاييره التشخيصية هو مرضٌ خاصٌ جدًّا، وكثيرًا ما يختلط الأمر على الناس، فحديث النفس يُسمُّونه وسواسًا، وسماع الأصوات الذهانية يعتبرونه أيضًا وسواسًا، وهذا ليس بالأمر الصحيح.

عمومًا إذا كان المقصود هو الوسواس القهري الطبي النفسي المعروف، أقول لك أن القلق جزء منه، يعني أن هناك تداخل كبير جدًّا، فلا تعتبر أن لديك تشخيصان، وفي ذات الوقت الوساوس، وكذلك القلق العام لا بد أن يتولَّد منهما شيء من الاكتئاب النفسي الثانوي، وليس اكتئابًا نفسيًا أصيلاً، كما أن الأرق هو عرض من أعراض القلق والاكتئاب.

يعني أن حالتك حالة واحدة ومتداخلة، يمكن أن نسميها بقلق الاكتئابي البسيط، مع وجود شيء من الوسوسة، وليس أكثر من ذلك.

إذًا الأمر بسيط، وعلاجه يكون عن طريق التجاهل التام للتوتُّر وللقلق وللوسواس، مع ضرورة النوم الليلي المبكر، وممارسة الرياضة، وأن تُحسن إدارة وقتك، وأن تستشعر قيمتك الذاتية، بمعنى: ألا تُحقِّر أبدًا من مقدراتك، أن توظِّف قلقك وتجعله قلقًا إيجابيًا من خلال رفع مُعدّل إنتاجيتك في كل شيء، مع الإجادة ورفع الكفاءة، في كل شيءٍ، من حيث العمل، من حيث الاطلاع، من حيث العبادة، التواصل الاجتماعي... هذا – يا أخِي الكريم – يُتيح لك فرصة أن تحوِّل قلقك إلى قلقٍ إيجابيٍ نافع.

وكما نذكر دائمًا: الرياضة يجب أن تكون جزءًا من حياتك، ممارسة التمارين الاسترخائية يعتبر أمرًا ضروريًا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الـ (دوجماتيل Dogmatil) دواء جيد لإزالة القلق والتوترات، ويمكنك – أخِي الكريم – أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا وأخرى مساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

أما إذا لم تتحسَّن ففي هذه الحالة أقول لك: يمكن أن تُضيف العقار الآخر الذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft)، والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، وتكون جرعته هي خمسة وعشرين مليجرامًا – أي نصف حبة – تتناولها ليلاً لمدة شهرٍ، ثم بعد ذلك تجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب.
____________________________________

انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان، وتليها إجابة د. محمد علام استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.

بالنسبة للتينيا الملونة، أو ما يعرف علميًا (Tinea versicolor or pityriasis versicolor)، فهذا النوع من الإصابات الفطرية غير معدٍ, ولا ينتقل إلى الآخرين عن طريق التلامس المباشر, أو من خلال الملابس, أو المناشف أو ما شابهه فلا تقلق.

إذا كانت الأماكن المصابة محددة فيمكن استخدام مضادات الفطريات الموضعية مرتين يوميًا لمدة أسبوعين، وإذا كانت الأماكن المصابة أكثر انتشارًا بصورة يصعب عليك فيها استخدام العلاجات الموضعية, فيمكنك تناول كبسولات الـ (Fluconazole 150 mg) مرة واحدة أسبوعيًا لمدة أسبوعين, بالإضافة إلى استخدام العلاج الموضعي (Econazole spray) في صورة سبراي أو رشاش؛ حتى يسهل عليك استخدامه, وكي تستطيع تغطية الأماكن المصابة كلها بسهولة.

هذا النوع من الإصابة في الغالب يعاود الظهور مرة أخرى؛ لأن الفطر المسبب للمرض يكون موجود على الجلد باستمرار, ولكن في صورة كامنة, ولكنه يتحول إلى الطور النشط أو المرضي لأسباب غير معلومة في أوقات معينة, وتحدث الإصابة بالبقع المذكورة.

أما بالنسبة لمرض الإكزيما الدهنية الجلدية، فهو مرض جلدي مزمن يلازم المريض ربما فترات طويلة، وقد يختفي لبعض الوقت، أو يكون أقل في الشدة، أو درجة الانتشار، ثم يعاود في الظهور مرة أخرى.

يجب التكيف مع المشكلة التي تعاني منها، وأن تستعمل كريمًا واق من الشمس بمعامل وقاية 30-50 صباحا يوميًا، وتوجد ماركات عديدة منها الـ Bioderma, Avene, La Roche Posy, etc.. كذلك يمكن استخدام كريم طبي مثل: Hydrocortisone 1% cream مرة، أو مرتين يوميًا لمدة أسبوع للسيطرة على المشكلة إذا تهيجت، ولا ينصح باستخدامه لفترات طويلة؛ لأنه يحتوي على الكورتيزون الموضعي، وبعد التحسن، واختفاء الاحمرار، والقشور يمكن أن تستمر في استعمال كريم الوقاية من الشمس، والمرطبات حتى تقلل قدر المستطاع من اللجوء لاستعمال هذا الكريم الطبي، أو الكريمات الشبيهة له.

لا تقلق إذا عاودت المشكلة في الظهور فيمكن استخدامه مرة أخرى لفترة قصيرة، وهكذا بصورة متقطعة حتى تسيطر على المشكلة بأقل فرصة حدوث للآثار الجانبية، لكن في الوقت الحالي ولحدوث آثار جانبية متمثلة في ترقق الجلد نتيجة استعمال كريم الكورتيزون الذي ذكرته في الاستشارة لفترات طويلة، اكتف بالوقاية من الشمس والترطيب، حتى يعود الجلد إلى سمكه الطبيعي، ولا تستخدم كذلك كريم اللوكيد.

وفقك الله وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً