الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الكيفية الصحيحة لتناول الدواء للتخلص من التوتر والقلق؟

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله خيراً على المجهودات المقدمة.

أعاني من تعرق شديد في راحة اليدين والرجلين، يزداد عندي التوتر والقلق، إضافة إلى تعب كثير عند القيام بأي مجهود.

تحاليل الدم جاءت كلها سليمة ولله الحمد، التعب كثير إلى درجة عدم القدرة على سياقة السيارة لمسافة أكثر من 20km دون الحاجة إلى التوقف، وأحاول قدر المستطاع ممارسة الرياضة لكني أتعب أكثر.

ذهبت عند طبيب نفسي فوصف لي دواء prozac 20mg صباحاً وxanax0,25mg ثلاث مرات في اليوم، وبعد أسبوع طلب الطبيب تخفيض جرعة xanax حبة صباحاً وحبة مساءً، وبعد 5 أسابيع من أخذ 0,25 mg xanax حبة صباحاً وحبة مساءً.

ذهبت عند الطبيب مرة أخرى فقال: توقف عن xanax وارفع جرعة prozac إلى 40mg.

هل تعتبر هذه الطريقة صحيحة لإيقاف xanax دون أن تسبب أي ضرر? وهل أخذ xanax لمدة 6 أسابيع وبهذه الجرعة يمكن أن يؤثر على الذاكرة? وبعد 6 أشهر من شرب البروزاك زاد التعب وأصبحت أنام كثيراً، مع عدم القدرة على التركيز.

رجعت إلى الطبيب فأعطاني دواء sertraline وقال: استبدل البروزاك بالسيرترالين، وتوقف عن البروزاك، وابدأ بتناول 50mg sertraline صباحاً، فهل تعتبر هذه الطريقة صحيحة وآمنة لتغيير الدواء؟ وما تشخيصكم لحالتي؟ علما أن تعرق اليدين والرجلين كان عندي منذ الطفولة.

لكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ youssef حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التعرق في اليدين وفي الرجلين - وكما ذكرت أنه كان عندك منذ أن كنت طفلاً - يكون عادة من بعض الأشخاص وبعض الأسر، ويبدو أن له طابعاً وراثياً، وأحياناً كثيرة لا يستطيع الطب تفسيره، ولكن كما ذكرتَ يتصبَّب الشخص عرقًا أو يعرق بكثرة من راحتيه وقدميه، بغض النظر عن الحالة النفسية أو الجو.

هذا ربما يفسِّر بعض الأعراض التي تشكو منها، مثل الشعور بالإعياء والتعب، لأن فقدان كثير من السوائل بواسطة العرق وعدم تعويضها بواسطة الشراب يؤدِّي إلى الإعياء، كما أنه أيضًا يؤدِّي إلى اختلال بعض الأملاح في الجسم كالصوديوم والبوتاسيوم، لذلك الشخص يعرق ولا يعوض هذا بالشراب فيؤدي إلى الإرهاق والشعور بالإعياء الشديد.

لذلك لا بد من تعويض السوائل التي يفقدها بواسطة العرق، وكما قلت فإن هذا ليس مرضًا نفسيًا، وتفسيره غير معروف، وأحيانًا عندما يكون شديدًا بعض الأطباء يلجئون إلى بعض الجراحات لوقف العرق عن طريق وقف الأعصاب التي تؤدِّي إلى التعرق.

لم تذكر أعراضاً نفسية كثيرة، ذكرتَ أنك أحيانًا تتوتَّر وتكون قلقًا ويكون عندك شيء من عدم التركيز، وقد يكون هذا بعض الـ (stress) الذي يعاني منه معظم الأشخاص، لا يوجد إنسان معافى تمامًا طيلة الوقت، كل شيء يمر بلحظات من التوتر والقلق وعدم التركيز، ويعتمد هذا على ضغوطات الحياة، فإذا كان هذا هو الشيء معك فكثير من الأحيان قد لا تحتاج إلى أدوية نفسية، قد تحتاج إلى دعم معنوي وإرشاد نفسي أكثر من تناول الأدوية.

الحمدُ لله أنك أوقفت عقار الـ (زانكس Xanax)، لأن الزاناكس عادةً إذا أُخذ أكثر من ثلاثة أشهر قد يؤدِّي إلى الإدمان، وقرار الطبيب في وقف هذا الدواء شيء حسن وإيجابي، واستبدال الدواء بدواء آخر يختلف الناس حوله، ولكن عادة الـ (بروزاك Prozac) يستمر في الجسم فترة طويلة، ويمكن أن يُوقف فجأة، وليس هناك غضاضة في أن يُوقف الإنسان البروزاك ويتناول الـ (سيرترالين Sertraline)، لأن السيرترالين خواص ضد القلق أكثر من البروزاك، وبعدها السيرترالين يجب أن يُوقف بالتدريج، ربع الجرعة كل أسبوع، لكن البروزاك يمكن التوقف منه فجأة ومباشرة، وتناول السيرترالين.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً