الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالحرارة أسفل الظهر، مرضٌ أم توهمٌ؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 20 سنة، وأعاني بعض الشيء من الخوف المرضي، فقد كنت أشعر بحرارة أو سخونة في أسفل الجانب الأيسر من الظهر، لكنها بدون ألم.

وعندما دخلت إلى الانترنت لبحث ما سبب السخونة؟ وجدت أشخاصاً يشتكون أعراضا قريبة من أعراضي، وعند قراءة مشاكلهم والأمراض التي يمكن أن تكون هي التي يشتكون منها، عندها خِفتُ، وشعرتُ أن مكان السخونة في ظهري بدأ يحرقني بحرارة شديدة مستمرة، رغم أنني عندما أتحسس منطقة الحرارة أجدها طبيعية، ولكن لدي إحساس بحرارة شديدة بها، فهل أنا أتوهم أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في بعض الأحيان تظهر للإنسان أعراض تكون غريبة الأطوار، أعراض لا يمكن ربطها أبدًا بأي علة عضوية، وفي ذات الوقت قد لا تكون توهمًا، إنما هي ناتجة (مثلاً) من قلق نفسي بسيط، هو الذي أدَّى إلى هذا العرض.

كثير من الناس يشتكون مثلاً من الشعور بالسخونة، الشعور بالحرارة في الجسد، الشعور بالتنميل، الشعور بالضيقة، الشعور بالنغزات في الصدر... هذا كله نشاهده كثيرًا، وهو مربوط بالقلق.

أنا أعتقد أن الذي تحسّ به ربما يكون مرتبطًا بالقلق، حتى وإن كان هذا القلق قلقًا خفيفًا وبسيطًا، إلَّا أنه قد يؤدِّي إلى مثل هذا العرض، خاصة أنك تقرأ حول الأمراض، وهذه العلة معروفة لدى الشباب الذين يقرؤون عن الأمراض، ويكون في الأصل لديهم نوع من القلق والمخاوف والوسوسة البسيطة حول الأمراض، وبما أن الشاب في سِنِّك من المفترض أن يكون في كمال صحته فأي نوع من الخوف -أي نوع من الوسوسة- يؤدِّي إلى أعراض جسدية لتُقنعه أنه يعاني من مرض عضوي.

أخِي الكريم: الحالة حالة نفسية فسيولوجية، وعلاجها بالتجاهل، التجاهل التام، ممارسة الرياضة، عدم القراءة الكثيرة عن الأمراض، خاصة أن ما يُنشر ليس كله دقيق وليس كله صحيح، وعليك أن تعيش حياةً صحية، الحياة الصحية تعني: أن تنام ليلاً مبكرًا، أن تمارس الرياضة، أن يكون لك توازن غذائي صحيح، أن تحرص على أمور دينك، أن تبر والديك، أن تدير وقتك بصورة طيبة ... هذا هو المفترض، وهذا هو الذي يجب أن تقوم به.

ممارسة التمارين النفسية الاسترخائية -أي تمارين العضلي التدرجي- وُجد أنها جيدة وأنها مفيدة، فاحرص عليها، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك الرجوع إليها للاستفادة منها.

أخِي الكريم: أيضًا سيكون من الجيد أن تذهب إلى الطبيب -الطبيب العمومي أو الطبيب الباطني- لتُجري فحوصات عامة، هذا أفضل: فحص مستوى الدم -أي الـ (هيموجلوبين Hemoglobin)- مستوى السكر، وظائف الكبد والكلى، مستوى الفيتامينات، خاصة فيتامين (ب12)، وفيتامين (د)، حيث إن نقصها في بعض الأحيان قد يؤدِّي إلى الشعور بالسخونة في الجسد، وإن شاء الله تعالى تطمئن تمامًا على فحوصاتك هذه، وهذا سوف يجعلك تحسّ بارتياح شديد، ممَّا يُقلِّص هذه الأعراض.

وفي نهاية الأمر يمكنك أن تتناول بعض الفيتامينات، خاصة فيتامين (ب1، ب6، ب12) وهي موجودة تحت مكوِّن يُسمى (نوربيون neurobion) تناولها بمعدل حبة واحدة في اليوم لمدة 3 أشهر مثلاً.

وفي نهاية الأمر أيضًا قد يصف لك الطبيب أحد مضادات القلق، وعقار (دوجماتيل Dogmatil) والذي يسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) يعتبر دواءً ممتازًا لإزالة مثل هذه الحالات، الجرعة هي 50 مليجراما، تتناولها في الصباح لمدة أسبوع، ثم تجعلها 50 مليجراما صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم 50 مليجراما صباحًا لمدة 3 أسابيع، ثم تتوقف عن تناول الدوجماتيل.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر Salah mustafa

    نفس الى حصل معايا بظبط
    شكرا ي دكتور على النصائح

  • مصر عمر ادم رحمة

    شكرا لنصائحك وجزاك الله عنا خير الجزاء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً