الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أخذ مضادات الاكتئاب تصيب الشخص بالهوس؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكر كل من قام على الموقع، وأشكر الدكتور محمد عبد العليم، فقد استفدت منه كثيرًا.

سؤالي: هل من يأخذ مضاد اكتئاب وتأتيه حالة هوس يعتبر لديه اضطراب ثنائي القطب؟ وإذا كان الشخص ليس لديه اكتئاب، فقط ضيقة نفس، فهل إذا أخذ مضاد اكتئاب، فهل يصبح لديه هوس؟ علمًا بأني أتابع مع دكتور، ووصف حالتي باكتئاب مع هوس بعد استخدام مضاد الاكتئاب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخِي الكريم: بعض الناس الذين يعانون من الاكتئاب النفسي قد تظهر لديهم أعراض انشراحية، أي أن القطب الاكتئابي يتبدَّل إلى قطب انشراحي أو هوسي، لكنه من الدرجة البسيطة، وهذه الحالات لا تُعرف إلَّا من خلال التجربة، أي من خلال أن يتناول الإنسان مضاد للاكتئاب ليُخرجه من الحالة الاكتئابية، لكنه ينقلب إلى الجانب الآخر وهو الجانب الانشراحي، في مثل هذه الحالات التشخيص يكون (اضطراب وجداني ثنائي القطبية من الدرجة الثانية).

وإذا كان الشخص لديه اكتئاب وضيقة نفس هل إذا أخذ مضادات الاكتئاب قد يُصبح لديه هوس؟
ليس من الضروري أبدًا، إذا كان الاكتئاب آحادي القطبية فلن يحدث له هوس، ولن تحدث له أي مشاعر انشراحية أكثر ممَّا هو مألوف، لكنَّ الإشكالية الأساسية - أخِي عبد الله - لا يُعرف إذا كان الاكتئاب اكتئابًا آحاديًا أم اكتئابًا ثنائي القطب، وهذه إشكالية، وفي بعض الأحيان لا يُعرفُ إلَّا من خلال التجربة، وإن كان الاكتئاب آحادي القطب فهو أكثر انتشارًا وشيوعًا.

أتمنى - أخِي الكريم - أن أكون قد أوفيتُ ما تُريد أن تعرفه.

أما بالنسبة لمتابعتك مع الطبيب ووصف حالتك بأنها اكتئاب مع هوس: المقصود هنا أن الحالة هي اضطراب وجداني ثنائي القطب من الدرجة الثانية؛ لأن الحالة الهوسية أو الانشراحية لا تظهر بعد استخدام مضادات الاكتئاب.

المهم - أخِي - في هذه الحالات - وهي حالات بسيطة - يمكن علاجها، يمكن احتوائها، ومثبتات المزاج هي الأفضل دائمًا في مثل هذه الحالات وليست مضادات الاكتئاب، لكن الإنسان قد يضطَّر لتناول مضادات الاكتئاب، وفي مثل هذه الحالة يجب أن يكون ذلك تحت الإشراف المباشر من قِبل الطبيب، والتجارب العملية والدراسات العلمية تُشير إلى أن عقار (زيروكسات Seroxat)، والذي يسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine)، أو عقار (ويلبوترين Wellbutrin)، والذي يسمى علميًا باسم (ببربيون Bupropion) يمكن أن تكون هي الأفضل بالنسبة للأشخاص الذين لديهم اضطراب ثنائي القطب من الدرجة الثانية؛ لأن هذين الدوائين لا يؤدِّيان إلى الدفع نحو قطب الانشراح.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً