الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي لدية اكتئاب وأرق وخوف من المرض.

السؤال

السلام عليكم

لقد أرسلت إلى موقعكم المبارك كثيرا بسبب حالة أخي -الخوف من مرض السكري- حتى أنه لا يأكل كثيرا بسببه، والآن يشعر بآلام شديدة وقوية في الساقين، ليست في العظم، بل في لحمة الساق، وقد تمنعه من النوم بسبب قوة الألم، ولديه أيضا أرق واكتئاب، واضطراب في النوم، وزاد ذلك انفصاله عن زوجته التي وصفته بالمريض النفسي، وأن لديه وسواسا قهريا، وهي تخاف أن يقتلها، وحاولنا الإصلاح بينهما لكنها قالت: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وابنكم مريض، وأنتم ظلمتموني فيه.

ما رأيك -يا دكتور-؟ وأرجو أن تساعدني في إنقاذ أخي من الخوف من الأمراض، فحالته سيئة، وهو سريع الغضب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه أول رسالة تصلني عن أخيك، ربما كانت الرسائل الأخرى موجَّهة إلى استشاريين آخرين، وعلى أي حال: نتمنى لأخيك أن يعود طبيعيًا، ويتمتع بكمال الصحة والعافية.

الخوف من مرض السكر، والخوف من الأمراض عامَّة قد يكون اضطرابًا في الشخص ذاته، يُسمَّى (فوبيا المرض) أو الخوف من مرضٍ معينٍ، وهنا محور الشخص، الخوف من هذا المرض، دائمًا يخاف أنه مصاب بهذا المرض، دائمًا يقول أنه يشكو من أعراض هذا المرض، يحاول إجراء فحوصات معينة لهذا المرض، وإن كانت الفحوصات سليمة يشكك في المختبرات، ويذهب إلى مختبرات أخرى؛ لأن هذا المختبر قد يكون أخطأ في النتيجة، ويذهب إلى عدة أطباء، هذا الطبيب لم يستطع أن يُشخِّصني...، وهكذا.

ولم تذكر في الاستشارة أن أخاك من هذا النوع، وهنا قد يكون (فوبيا المرض) جزءاً من اضطراب نفسي عام، وهنا عادةً يكون هذا الاضطراب اكتئابا، الاكتئاب النفسي يجعل الشخص يخاف من الأمراض، ويحس بأن عنده أمراضا عضوية صاحبتْ العلاج، وأحيانًا -مثلاً- قد يكون الشخص فعلاً مُصابا بمرض السكري، ولكن عندما يأتيه الاكتئاب يبدأ يتكلم كثيرًا عن المرض، وأن هذا العلاج لهذا المرض لا يأتي بفائدة، وأنه مهما فعل فلن يتعالج من هذا المرض. هذا يكون جزءًا من اكتئاب نفسي، وبالنظر إلى الأشياء التي ذكرتها من مشاكل في القدمين وفي العضلات وأرق، فإني أميل إلى أن أخاك يعاني من اكتئاب نفسي، والاكتئاب النفسي قد يجعل الشخص أحيانًا متوترًا، وقد يكون هذا الذي سبَّب ضيقًا شديدًا من زوجته، وطلبتْ منه الطلاق.

عادةً مرضى الاكتئاب لا يؤذون الناس، ولكن في حالات نادرة عندما يكون يتمنى الموت (مثلاً) وتجيئه أفكار انتحارية قد يُرتِّب قتل الذين يُحب، وينتحر بعده، هذا في حالات نادرة، ولا أدري من أين أتت زوجته بهذا الأمر! قد يكون هذا من المعتقدات الخاطئة، والوصمة عند بعض الناس أن المرضى النفسيين عادةً عنيفون، وأنهم قد يقتلون.

أرجو أن تعرض أخاك على مريض نفسي في المنطقة؛ لإجراء الاختبارات اللازمة، وإجراء الفحص اللازم، وفحص الحالة العقلية، ومن ثمَّ إعطاؤه العلاج، وأنا على ثقة بأن الاضطراب الذي عنده، وأرجِّح أنه اكتئاب نفسي سوف يستجيب -إن شاءَ الله- للعلاج، وبعد الاستجابة للعلاج زوجته قد ترى أنه تغيَّر، وقد يكون حافزًا لديها للرجوع إليه مرة أخرى.

وفَّقكم الله، وشفى أخيك، وسدَّد الله خُطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً