الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاهدت صورة جنسية في طفولتي فأثرت في نفسي إلى الآن!

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ الطفولة، فعندما كان عمري 8 سنوات شاهدت عن طريق الصدفة صورة جنسية لأحد أقاربي كان يخفيها عندما كنا نلعب أنا وأبناؤه، المهم هذا الشيء صدمت به كثيرًا، وفي اليوم الثاني أصبحت قليل الكلام, يوجد كلام في عقلي، لكن أحس شيئًا يمنعني، وأنسى كثيرًا، وقل اختلاطي بالناس واستمرت هذه الحالة 4 أو 5 أشهر.

بعدها رجعت لحالتي الطبيعية، لكن بعد 7 أشهر، رجعت لي نفس الحالة، وأيضًا استمرت أشهرًا، ولهذه اللحظة.

عمري 26 الآن ومستمرة هذه الحالة معي، ولكن بنسبة أقل، يعني تأتيني 3 أو 4 أشهر في السنة، ولم أستطع القول لأي شخص عن حالتي.

أرجوكم أريد حلا؛ لأني تعبت كثيرًا حتى صرت أتمنى الموت حتى أتخلص من هذا الشيء المزعج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال، عن هذا الأمر والذي من الواضح أنه أزعجك كثيرًا، أعانك الله وخفف عنك.

نعم يمكن للطفل الذي يتعرض لبعض الصور أو المشاهد الجنسية أن تسبب له بعض الاضطراب والتشوش، وخاصة أن الطفل في عمر الثامنة يكون في طور النمو والتكون، وفي الحالة العادية يتعرف الطفل شيئًا فشيئًا عن بعض جوانب الحياة الجنسية والنمو الجنسي، إلا أن التعرض للصور والخيالات والمواقع الجنسية والإباحية يضرّ بالنمو الطبيعي للطفل، مما يمكن أن يسبب عنده الإثارة الجنسية المبكرة.

وطبعًا تختلف شدة هذا التعرض وآثاره من طفل لآخر، وبحسب طبيعة تكوينه والمرحلة العمرية، والجو الأسري المحيط به.

ومن هذه الآثار الضارة أن الطفل قد تنغرس في ذهنه هذه الصورة، فيجد صعوبة في إزالتها من رأسه، كما يحدث معك مثلا، أو أنه قد يصبح بعد فترة لا يثار جنسيًا إلا عن طريق مثل هذه الصور، وبعيدًا عن الإثارة الطبيعية التي يُثار بها الرجل أو المرأة، ويمكن لهذا التعرض المبكر للتجربة الجنسية أن يحدث شيئًا من التشوش في ذهن الطفل، الأمر الذي يمكن أن يمتد لسنوات في حياته.

ماذا يمكنك أن تعمل الآن؟

مما يعين جدًا أن لا تلم نفسك عما حدث، فهذا لم يكن من صنعك على كل الأحوال، وحاول أن ترفق بنفسك فلا تعتبرها أنها قد أخطأت، فأنت لم تتقصد هذه المشاهدة.

تذكر أن ردة فعلك التي تعاني منها هي ربما ردة فعل إنسانية طبيعية، لحدث غير طبيعي، وليس العكس، فالشيء غير الطبيعي هو تعرضك لصورة جنسية، وأنت في الثامنة من العمر، وليس انزعاجك وتفكيرك بالأمر.

ولا شك أن الوقت خير علاج، كما يقولون، وسوف يخف عندك الأمر بالتدريج، وخاصة عندما تتوقف عن بذل الجهد الكبير للنسيان، فالنسيان سيأتي وبشكل طبيعي إذا حاولت إشغال بالك بأمور أخرى غير هذا.

وفقك الله، وأراح بالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً