الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انتفاخات صغيرة وحكة منتشرة بجلدي، ما تشخيص حالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

سيدي الفاضل: أعاني من ظهور انتفاخات بصورة دوائر صغيرة تنتشر بالجلد بأعلى الظهر والذراعين والفخذين، وتشبه التورم ولكن بصورة دائرة صغيرة، وتظهر لمدة يوم أو ليلة وتختفي، ويسبق ظهورها ارتفاع بدرجة الحرارة، وحكة، وهرشان، وقد قمت بعمل تحاليل طبية، وكانت سليمة، ولا أدري ما هذا؟

ذهبت لأحد الأطباء، والذي شخص أن هناك تعبا بالمعدة، وأعطاني (زينتاك) و(أنالارج)، وقال لي: تناولي سبع تمرات بالصباح! وقد زاد ظهور هذه الدوائر الآن، ولا أدري ماذا بي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور أن ما تعانين منه –أختنا الكريمة- هو ما يعرف بمرض الـ (أرتيكاريا) أو الشرى أو شريّة، وهو في العادة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد، وانتفاخات، واحمرار، وحكة، أو وخز، وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى، وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء، ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس، واضطرابات، وألم بالبطن، ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:

النوع الحاد: والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع، وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية، أو تناول بعض المأكولات، أو الأغذية المحفوظة مثل: السمك، والبيض، والمكسرات، والكيوي، و...) أو تناول بعض العلاجات، ومن أهمها المضادات الحيوية، والتطعيمات، أو بسبب لدغ الحشرات، وبالأخص النحل والدبابير.

النوع المزمن يلازم المريض فترات طويلة، ولا يوجد سبب واضح لحدوثه، وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين (Histamine) في الجلد، وربما الأنسجة الأخرى، والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.

في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءاً من أعراض بعض الأمراض المناعية، مثل الذئبة الحمراء، أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية، مثل أمراض الغدة الدرقية.

توجد بعض أنواع الأرتيكاريا أو الشرى غير التقليدية، أو ما يعرف بالأرتيكاريا المادية أو الفيزيائية، مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضغط على الجلد، أو بداية التعرق، وتغير درجة حرارة الجسم، أو التعرض للشمس، وفي العادة تلك الأنواع من الأرتيكاريا الفيزيائية تحدث بعد حوالي خمس دقائق من التعرض للمسبب، وتستغرق من (15) دقيقة إلى ساعة حتى تختفي، ومن الممكن أن تقل الأرتيكاريا في الشدة، أو تختفي مع مرور الوقت.

قد يصاب المريض بأنواع مختلفة من الأرتيكاريا في آن واحد، وعلاج الشرى أو الأرتيكاريا في أغلب الأحوال يكون بوصف بعض مضادات الهيستامين من الجيل الحديث، ويكون ذلك كافيا في أحوال كثيرة، ويمكن زيادة جرعة تلك المضادات، أو إضافة أحد مضادات الهيستامين التقليدية مرة واحدة مساء إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل، أو مُرْضٍ، رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها، ومن الممكن أن يغيّر الطبيب المعالج الجرعات المستخدمة؛ للسيطرة على الحالة.

وأنصح أن يكون العلاج تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص، وذلك للتأكد من التشخيص في المقام الأول، وسبب حدوثه، وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة، وفحص الجلد، وطلب بعض الفحوصات المعملية، أو الإجراءات الأخرى اللازمة؛ للتأكد من عدم وجود مشكلات داخلية لها علاقة بالمشكلة المذكورة، والوقوف على مقدار التحسن مع العلاجات المستخدمة، وتحديد الفترات الزمنية اللازمة للعلاج، وتوجد بعض العلاجات الأخرى بخلاف مضادات الهيستامين من الممكن استعمالها على حسب استجابة المريض.

ولا داعي لاستخدام العلاجات المذكورة كبداية، ومن الأفضل استخدام أحد مضادات الهيستامين الحديثة مثل (levocetrizine 5 mg) أو (fexofenadine 180 mg) أو (desloratidine 5 mg) مرة يوميا، وذلك بعد تقييم الطبيب للمشكلة، وقراءة المعلومات المذكورة في الإجابة بشكل جيد.

وفقكم الله، وحفظكم من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً