الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل صحيح أن العيش برئة مصابة بالربو لن يطول؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا شاب عمري 25 سنة، مصاب بالربو المزمن منذ صغري، دخنت أيام المراهقة لسنوات حتى تعطلت إحدى الرئتين عن العمل، توقفت عن التدخين -ولله الحمد- منذ سنين، لكن الدكتور لما أخبرني عن توقف إحدى الرئتين أخبرني أني لن أتعدى عمر الـ 30، ولن أستطيع العيش أكثر، فهل صحيح أن العيش برئة مصابة بالربو لا يطول؟

الأعمار بيد الله، لكن ما تشخيص الطب لذلك؟ وما هي النصائح التي تنصحوني بها للحفاظ على صحتي؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الربو مرض مزعج -هذا صحيح- ولكن تطور العلاج في السنوات الأخيرة جعله سهل العلاج، والطبيب يحاول تحذيرك ويربط بين التدخين والوفاة، وهذا صحيح، ولذلك قد يكون أفرط في إخافتك حتى لا تعود إلى التدخين مرة أخرى، ولكن الأعمار بيد الله لا بيد الطبيب ولا بيد غيره، ونبارك لك التوقف عن التدخين، وندعو لك بالثبات وعدم العودة له مطلقًا، ونؤكد على أن السمنة لها دور كبير في تكرار نوبات ضيق التنفس، ولذلك ننصحك إذا كنت بدينًا أو زائد الوزن بالعمل على إنقاص الوزن من خلال الحمية، ومن خلال ممارسة الرياضة للمساعدة في علاج الربو.

ولا يمكن الجزم بأن إحدى الرئتين تعطلت عن العمل إلا بالتصوير واختبارات التنفس، وحتى بسماعة الطبيب، والخطوة الأولى في علاج الربو هي المرحلة الوقائية من المؤثرات التي تؤدي إلى ضيق في الشعب الهوائية، وبالتالي الإحساس بضيق النفس، وسماع صوت الصفير في النفس، وبداية تجنب التدخين كما قلنا حتى مجالس المدخنين يجب تجنبها.

ثانيًا: تجنب التعرض لتيارات الهواء الباردة من المكيفات، خصوصًا بعد الاستحمام والتعرق.

ثالثًا: تجنب أدوية الأسبرين وأدوية الروماتيزم؛ لأنها من الأشياء التي تؤدي إلى نشاط الربو.

رابعًا: تجنب العطور والغبار وروث البهائم، والانفعالات الزائدة، سواء الضحك أو البكاء، وتجنب (كناسة) وغبار المنزل.

والمراحل الأولى لعلاج الربو هو في تناول بخاخ الفنتولين، ومتاح الآن انبوب يسمى spacer، حيث يركب عليه البخاخ لتوصيل الدواء بكل سهولة ويسر، ولا يؤدي استخدام الفنتولين إلى الخفقان إلا عند زيادة الجرعات زيادة كبيرة، ويجب البحث عن سبب آخر للخفقان غير تناول بخاخ الفينتولين مثل النشاط الزائد في وظائف الغدة الدرقية، أو مرض التوتر والقلق Anxiety وهو أحد الأمراض النفسية، فلا مانع من زيارة طبيب نفسي.

والخطوة التالية في العلاج إذا لم يكف بخاخ الفينتولين هي عن طريق إضافة بخاخ فلوكسوتيد مع الفنتولين، والمرحلة الثالثة في علاج الربو تناول البخاخ المزدوج المناسب لتلك المرحلة من مرض الربو، وهو (symbicort turbohaler 160mcg or 320 mcg)، وهذا البخاخ أفضل؛ لأنه يعتبر بخاخًا وقائيًا controller وعلاجا releaver في نفس الوقت.

وكل أنواع البخاخات ليس لها أعراض جانبية بما فيها التي تحتوي على الكورتيزون؛ ويعمل بخاخ الفينتولين على توسعة الشعب الهوائية، ويعمل بخاخ الكورتيزون على علاج الالتهاب الحادث بها، ولا يسبب استعماله - كما يقول البعض - إدمان البخاخ، فالمشكلة في ضيق الشعب بسبب المؤثرات الخارجية، وليس بسبب استخدام البخاخ، وبالإضافة إلى البخاخ هناك حبوب تسمى singulair 10 mg تؤخذ يوميًا تساعد كثيرًا على علاج الربو، وتقلل الحاجة إلى استعمال البخاخ، فلا بد من تناول تلك الحبوب في كل مراحل العلاج، والمهم المتابعة مع استشاري صدر لضمان تناول العلاج بالطريقة الصحيحة.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً