الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انسداد وانتفاخ الأنف، وإفرازات الأذن، وصعوبة التنفس، مشاكل كيف أعالجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 16 عاما، أعاني من انسداد في الأنف، وقد لاحظت وجود انتفاخ قبل مدة بسيطة في الشق الأيسر من الأنف، أما الشق الأيمن فقد لاحظت تجويفه للداخل، في البداية قد ظننت إنّه التواء في الحاجز الأنفي، لكن الشكل الخارجي للأنف طبيعي، وليس مائلا، فهل هو التواء؟

علما أن انسداد الأنف لا يحدث فقط في جهة الانتفاخ، بل يتناوب على الشقين.

كنت أعاني من مشاكل في التنفس منذ الطفولة، وكنت أحاول التنفس من فمي، وفي السنوات الأخيرة هذه أتضايق إن لم أقم بالتثاؤب بشكل صحيح؛ لأخذ نفس عميق، وأيضا في بعض المرات آخذ هذا النفس من الفم.

آلام الرأس لا تأتيني عادة إلا قليلا أو بالأحرى نادرا، ولكنني قبل عدة أيام أصابني صداع شديد جدا، هل له علاقة بذلك؟

لاحظت إفرازات الأذن المتكررة، وتغيّر لونها من الأفتح إلى الأغمق، وفي بعض المرات أشعر بصوت مزعج في الأذن مثل الصفير.

لا أعاني من إفرازات خارجة من الأنف، فقط أجدها على الانتفاخ، ومن خلال بحثي اتضح لي أن هذا المخاط طبيعي، فهل هذا التواء في الحاجز أم انتفاخ في القرنية، أم شيء آخر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلامة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بحسب الوصف فلديك انحراف في الحاجز الأنفي يظهر على جهة الانحراف على شكل كتلة، وأما في الطرف المقابل فيظهر تجويف زائد للأنف، بسبب توافقه مع تقعر الحاجز الأنفي، ليس من الضروري أن يترافق انحراف الحاجز الأنفي مع انحراف في ظاهر الأنف، فقد يكون ظاهر الأنف طبيعي تماما، ومع ذلك يوجد انحراف شديد داخلي في الحاجز الأنفي.

بالإضافة لانحراف الحاجز الأنفي، يحصل عادة وبسبب التحسس الأنفي، أو بسبب الانحراف نفسه، يحصل ضخامة في القرينات الأنفية، وهي تراكيب تشبه الأصبع تمتد على طول الأنف الأمامي الخلفي، وهي غنية بالأوعية الدموية، والتي حين توسعها تتمدد، وبالتالي يتمدد حجم القرين الأنفي ويكبر ويسد الأنف، هذا التمدد يكون مؤقتا، بحيث يتراجع بعد فترة، ويعود طرف الأنف ليفتح مجدداً.

بالطبع فالتنفس الفموي غير كاف، ولا يعطي الإنسان شعورا بالاكتفاء من الأوكسيجين، حيث أن التنفس الفموي لا يعطي تهوية عميقة للرئتين، كما هو الحال في التنفس الأنفي، وهذا سبب عدم كفايتك من التنفس، والحاجة للتثاؤب للحصول على الأوكسيجين.

بالنسبة للصداع: فطالما أنه غير مستمر فلا علاقة له بالحالة التي تعانين منها في الأنف، وإن كان الانسداد الأنفي عادة يسبب الصداع في الوجه؛ بسبب احتقان الجيوب الأنفية، وصداع في قمة الرأس وعلى الجوانب.

وأما المفرزات الأذنية فلونها عادة ثابت، إلا إن كان هناك مثيرات للإفراز، مثل تناول اللبان، والحساسية الأذنية في جلد مجرى السمع, فعندها قد يزيد الإفراز ويصبح اللون أفتح، وكل هذا ليس ذو دلالة مرضية، وليس عليك إلا تنظيف فتحة مجرى السمع الظاهر بمنديل يوضع على الأصبع، مع مراعاة عدم استخدام أعواد القطن؛ لما لها من أضرار على مجرى السمع الظاهر، و تزيد من تراكم الصمغ الأذني في مجرى السمع.

الطنين مبحث واسع جدا، وأسبابه عديدة، والأغلب في حالتك أن يكون السبب هو ضغط سلبي في الأذن الوسطى، سببه انسداد الأنف المزمن والمتكرر لديك، والعلاج بسيط بإجراء مناورة تهوية الأذن الوسطى، والتي تسمى مناورة فالسالفا كما يلي:
إغلاق كلا فتحتي الأنف باليد، وثم ضغط الهواء بزفير قسري صعودا من الصدر باتجاه البلعوم في الأنف -وليس الفم-، والاستمرار بالضغط حتى يتراكم ضغط كافي لفتح نفير أوستاشيوس -الأنبوب الواصل بين الأذن الوسطى وبين البلعوم الأنفي- وعبر هذا الأنبوب يمر الهواء قسريا نحو الأذن الوسطى، وهكذا يتم تعديل الضغط بداخلها ويتحرر غشاء الطبل من الشد المطبق عليه نحو داخل الأذن الواسطي، بسبب الضغط السلبي الذي كان داخلها، ويجب تكرار هذه الحركة كل عشرين دقيقة، وبشكل مستمر، لعدة أيام، كلما أحسست بالانسداد أو الصفير في الأذن.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً