الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أجلس مع زميلاتي أكون صامتة مع أني اجتماعية!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي مشكلتان: الأولى عن الصداقة، والثانية عن شخصيتي، وهما مرتبطتان ببعضهما.

بداية السنة الدراسية الجديدة تعرفت على فتاة، ووجد بيننا انسجام واتفاق في أغلب الأشياء، فكنا نتكلم ونضحك ونتفرج سويًا؛ ولأنه في بداية السنة كان لدينا وقت فراغ طويل كنا نجلس مع بعض طوال الوقت؛ حيث إن لها مكانة ومعزة كبيرة في قلبي، فأنا أحبها، مرت بعض الأيام وتعرفنا على 4 فتيات، وأصبحنا مجموعة، لاحظت في نفسي أنني بدأت أحس بعدم الراحة، وجلست أفكر لماذا أشعر بهذا الشعور رغم أنهن فتيات طيبات؟ عندما أقول عدم الراحة بمعنى أنني لا أتكلم في أغلب الوقت وأكون هادئة.

هنا علمت أن المشكلة توجد في شخصيتي، بدأت أبحث عن حل، وبينما أنا في حيرة لاحظت أيضًا أنني أصبحت أشعر بعدم الراحة أكثر عند وجود فتاة في المجموعة، علمًا باني أشعر بالراحة إذا كنت مع أي واحدة منهن بانفراد أتكلم وأناقش، وأعبر عن رأيي بأريحية، ولكن بمجرد ما نتجمع أكون في حالة صمت فقط، أضحك إذا كان الموضوع مضحكًا.

جلست أفكر في محور المشكلة، وما السبب وراء هذا الشعور الغريب؟ لأنني في كل مرة أجلس فيها بصمت معهن عندما أرجع البيت أشعر بالقليل من الاكتئاب من نفسي؛ لأنني لم أعبر عن رأيي؛ أو لأنني لم أتكلم.

علمًا بأنني أعبر عن رأيي عندما يطلبون مني ذلك، وعندما جلست أفكر عن نفسي، وجدت أني أستطيع أن أشرح محاضرة لصف كامل، ولا أشعر بالخجل، وأيضًا أستطيع أن أتكلم مع شخص غريب، ولكن عندما أجلس مع مجموعة من 6 أشخاص أكون في حالة صمت، فسألت نفسي لماذا؟ لأنني لا أريد أن أقاطع أحدًا في الكلام، وأحيانا هم يتكلمون عن أشياء ليست لي أي خلفية عنها.

وصارحت نفسي أكثر؛ لأنني لا أحب أحدًا أن ينتقدني، أو أن أقول معلومة خاطئة، دائمًا أقول في نفسي: قولي خيرًا أو اصمتي.

في الماضي أخواتي لم يكن يستمعن لي غالبًا، ولا أتكلم كثيرًا؛ لأن أمي دائمًا تقول لي: كوني مهذبة، هل هذا الشعور متعلق بمشكلة نفسية؟ ما هو الحل؟ ولماذا أشعر بأنني مزاجية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ soul حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا بما في نفسك من هذه الصعوبة الاجتماعية، أعانك الله ويسّر لك التغيير الذي تحبين وترغبين.

من الواضح من سؤالك أنك شابة ذكية وطموحة، ومؤدبة..، وأعتقد أنك استطعت تحليل الموقف ولحد كبير، وبالكثير من الصراحة والدقة.

وربما هناك علاقة كبيرة بين ارتباكك وخوفك من تخطئة الآخرين لك، وبالتالي قلة كلامك بين صديقاتك، وبين طريق تربيتك من قبل والدتك، وطريقة تعامل أسرتك وإخوتك معك، من دعوتك للسكوت وقلة الكلام، وتجنّب الاخطاء أمام الناس.

طبعًا ليس غريبًا في مجتمعاتنا أن تربينا أسرنا على المبالغة في تقدير رأي الآخرين فينا؛ حيث يكرر الأهل عبارات من مثل "عيب أمام الناس" ومثال "ماذا سيقول الناس؟" فكل هذه العبارات تجعلنا نكبت الكثير مما في داخلنا خشية انتقاد الناس لنا.

أنا أعتقد بأنك ستتجاوزين كل هذا مع مرور الوقت، فأنت ما زلت شابة في مطلع الشباب، ولا شك أن الحياة وتجاربها ستعلمك وتعينك على تغيير الكثير من خصائصك النفسية، ومع ذلك فأنت يمكنك التسريع في هذا التغيير عن طريق العمل على الاستفادة من كل فرصة ممكنة للحديث أمام صديقاتك، ولتكوني على طبيعتك معهن، ومحاولة عدم تجنب الجلوس مع مجموعة الصديقات هذه، فالتجنب لا يحل أي مشكلة، وإنما يزيدها تعقيدًا ويجعلها مشكلة مزمنة... "من لا يخطئ لا يتعلم".

حاولي أن تكوني على طبيعتك مع صديقاتك، وحاولي أن تبدئي بالحديث المتدرج معهن وبينهن، وستلاحظين وبعد فترة قصيرة أنك أكثر جرأة على الاختلاط بهن والحديث معهن، وستلاحظين أيضاً زيادة ثقتك في نفسك.

أنا أشعر من خلال قراءة ما بين سطور رسالتك من أنك تملكين الخصائص والصفات والأدب اللازم لتكوني صديقة محبوبة ومقبولة للصديقات، وتكوني صاحبة طيبة لهن.

وفقك الله ويسّر لك الأمور.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية جمان

    كانت لدي نفس المشكلة وتطورت واثرت في جميع علاقاتي الاسرية والاجتماعية, ومازلت ابحث عن طرق لعلاج هذه المشكلة اعانني الله واياكي ووفقنا ..

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً