الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي مصاب بالفصام، فهل هناك أمل بعلاجه بإبر الريسبردال؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد تم إرسال أكثر من استشارة بخصوص وضع أخي، وهذا هو المختصر:

• أخي عمره 36 سنة، تم اكتشاف إصابته بالفصام منذ 8 سنوات.
• أخذ العلاج بالفترة الأولى، وكان العلاج ريسبردال جرعة 6 مل، بعد استقرار حالته تم تقليل الجرعة إلى 4 مل، وبعد ذلك رفض أخذ العلاج بتاتا.

• استمررنا في إعطائه العلاج بالعصير والقهوة طوال تلك السنوات الطويلة.

• انتقلت الوالدة إلى رحمة الله تعالى، وبعدها انتكس نكسة كبيرة، وذلك في عام 2014م، وكان يأخذ جرعة ريسبردال 4 مل بالقهوة.

• ذهبنا للطبيب؛ وتم رفع الجرعة إلى 6، ولكنه عرف ورفض أن يأخذ أي شيء تماما.

• استمرينا بمعاناة كبيرة معه لمدة عام بدون دواء وشكوك وأوهام، بعدها تم إدخاله لمستشفى الطب النفسي، ومكث هناك حوالي 3 أسابيع، وبدأ الدكتور بإعطائه انفيجا، وألح علينا بالخروج بعد تلك الفترة، فبصراحة شديدة المكان غير ملائم بتاتا، ويتم وضع كل الحالات معا، ومكان متعب للأعصاب لا يعتبر كمصحة، ولكن مستشفى أمراض عقلية، وهو المستشفى الوحيد المتوفر في مكان إقامتنا، ووعدنا ووعد الدكتور باستكمال العلاج، وأخذ أكثر من إبرة، دون فائدة.

• تم تبديل العلاج لريسبردال إبر 50، وأخذ العلاج لمدة شهرين ونصف، ولا فائدة.

ماذا يجب أن نفعل؟ هل ننتظر فترة أطول ونستكمل إبر الريسبردال 50 أم لا فائدة منها؟

أخبرنا أحد الدكاترة بضرورة إعطائه جلسات كهربائية، وقال لا فائدة من الأدوية.

قرأت بالنت عن دواء يُعطى للحالات المستعصية (كلوزابين) ولكن يمكن القول أن من المستحيل إعطاؤه أي علاج بتاتا، فنحن نجد معاناة كبيرة بإعطائه الإبر فكيف بالعلاج الآخر. فهل هناك أمل بعلاجه بإبر الريسبردال؟ والآن هو يرفض أي علاج، ولكن إن كان هناك أمل بأي علاج عن طريق الإبر فإننا سنحاول قصارى جهدنا.

شكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لأخيك العافية والشفاء، وأنا أُقدِّر لك اهتمامك بأمره، وكذلك الثقة في إسلام ويب.

من المؤكد والمتفق عليه أن بعض مرضى الفصام يكون التعامل معهم صعب وفيه الكثير من المشقة، لكن بالصبر والتأني واحتساب الأجر أعتقد أن الإنسان يستطيع أن يُقدِّم الكثير والكثير جدًّا لمريضه.

فيا أخِي الفاضلُ: هذا المرض مرض شديد في بعض الأحيان، وقطعًا العلاج هو الوسيلة الوحيدة التي تمنع التدهور وتكبح من جماح الأعراض.

الإبر الزيتية التي تُعطى كل أسبوعين مثلاً أو كل شهرٍ، لا شك أنها قد أفادتْ وأفادتْ كثيرًا، وحلَّتْ الكثير من المشاكل المتعلقة بهذا المرض، خاصة للمرضى الذين يرفضون تناول العلاج أو لا يستطيعون الاستمرار عليه.

أنا أؤيد تمامًا منهج الطبيب في إعطائه إبر الـ (رزبريدال Risporidal) مرة كل أسبوعين، دواءٌ راقٍ جدًّا، دواء فعّال جدًّا.

وأود أن أنبِّهك -أخِي الكريم- لشيءٍ مهمٌّ جدًّا هو: أن العلاج بهذه الكيفية -أي بضمان استمراريته عن طريق تناول الإبر- على الأقل يضمن لنا أن هذا الأخ لن يتدهور أكثر من ذلك، هذا أمرٌ مهم جدًّا. الدواء سوف يُفيده، أنا على ثقة تامة من ذلك، وفي أسوأ الظروف هو أن الدواء سوف يمنع تدهوره، وهذا في حدِّ ذاته يعتبر إنجازًا كبيرًا ومهمًّا جدًّا.

فيا أخِي الكريم: استمروا على نفس العلاج، وأودُّ أن ألفت نظرك لأمرٍ مهمٌّ جدًّا، وهو: أن هذه الأدوية -أقصد بذلك الرزبريادال والأدوية المشابهة- لها أثر تجمُّعي، يعني: أن فائدتها تظهر بصورة واضحة جدًّا مع الاستمرارية في تناول العلاج، لأن الأثر التجمُّعي للدواء يتمَّ بنائه تدريجيًا. هذه نقطة مهمة جدًّا، ويجب ألا ننساها أو نتغافل عنها

والأمر الآخر: معظم هؤلاء المرضى بعد أن يستمروا على العلاج لفترة؛ تتحسَّن أمورهم نسبيًا، وأقصد بذلك التحسُّنِ فيما يتعلق بقبول العلاج.

إذًا الرزبريادال ممتاز، وكذلك إبر الـ (إنفيجا INVEGA) ممتازة جدًّا، والإنفيجا هو مستخلص من الرزبريادال، وتتميز أنها يمكن أن تُعطى مرة كل 4 أسابيع، لكن الرزبريادال على نفس المستوى ممتاز، وإن كان يُعطى مرة كل أسبوعين.

أخِي الكريم: في حالة أن الأعراض قد زادتْ عليه مع تناول أو أخذ الرزبريادال؛ فيمكن إقناعه بتناول أي نوع من الحبوب الأخرى التي يُعرف فعاليتها في علاج مرض الفصام، وإن رفض فمستحضر يعرف تجارياً باسم (زبراكسا فلوتاب Zyprexa Velotab) وهو نوع من الزبراكسا الذَّوَّاب، يمكن أن يُعطى له في عصيرٍ أو في شيءٍ من هذا القبيل مثلاً، لفترة -حتى وإن كانت بسيطة- سوف تفيده.

أخِي الكريم: تأهيل هذا الأخ مهمٌّ جدًّا، أن نجعله يُشارك اجتماعيًا، أن نجعله يتواصل اجتماعيًا، أن نجعل لحياته معنىً بقدر المستطاع، هذا أيضًا يعتبر علاجًا مهمًّا.

الـ (كلوزابين Clozapine) لا شك أنه علاج جيد، حوالي 35% من المرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات الأخرى يستجيبون للكلوزابين، لكنه دواء مُتعبٌ جدًّا في استعماله، حيث إنَّ هنالك ضوابط فحص وخلافه، ولا بد للمريض أن يلتزم بذلك، وهذا قد يُعيق استعماله مع هذا الأخ.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • عبد الله

    اظن ان دواء الرسبيريدال يجب ان لا يأخذ ابدا مع القهوة او الشاي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً