الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من سرعة ضربات القلب وشيء في الحلق يعيق البلع!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 20 سنة، في أمس الحاجة إلى مساعدتكم، فمنذ 5 أشهر عندما ذهبت للنوم أحسست فجأة بسرعة دقات قلبي، وخدر في يدي اليسرى، وأحسست وكأن حنجرتي قد تضخمت، وشعرت بصعوبة في بلع ريقي، وكان ذهابي للحمام باستمرار، وضيق في النفس وكأنني أموت، استمرت معي هذه الحالة لمدة 3 أو 4 ساعات، وأنا أتنقل في البيت، فأيقظت أهلي وذهبت للطوارىء، وأعطوني بخاخاً لضيق النفس، وذهبت عني تلك الأعراض.

بعد شهر عادت لي تلك الأعراض، ولكن بشكل أخف من السابق، فعرفت من الموقع أن هذه الأعراض تسمى نوبات هلع، وعرفت أنها حالة نفسية فتجاهلتها، وذهبت عني، ولكنني حالياً أشعر بسرعة في دقات قلبي وبعنف، تلازمني تلك الحالة بشكل يومي على فترات قصيرة، ثم تختفي بعد نصف ساعة، وأحياناً يرافقها ألم في الجهة اليسرى من الكتف، والشيء الذي أشعر به في حلقي يمنعني من البلع، ويضايقني دون ألم.

عندما كان عمري 17سنة كنت أعاني من نخزات في القلب، فذهبت للطبيب وأجرى لي الفحوصات والتخطيط، وكانت النتائج كلها سليمة، وذهبت إلى طبيب باطني وقال لي: النتائج سليمة ولم يصرف لي أي دواء، لكنني ما زلت أعاني من سرعة دقات القلب وصعوبة بلع ريقي، مما سبب لي التوتر، فأفز أثناء نومي، وأشد على أسناني دون وعي وأنا جالسة، وإن ذكرت ذلك لأهلي لا يصدقونني، ويقولون لي: أنتِ توسوسين، فماذا أفعل؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نعم ما حصل لك في السابق نوبة من نوبات الهلع، ونوبة الهلع يمكن أن تكون جزءاً من اضطراب نفسي مثل القلق والاكتئاب، وتكرار نوبات الهلع مع انعدام الأعراض في الفترة ما بين النوبات تُسمى باضطراب الهلع.

الآن تعانين من قلق وتوتر يتمثل في زيادة في خفقان القلب، والإحساس بغصَّةٍ في الحلق، وخوف، وهذه مشكلة دائمة، والإنسان هو الذي يحسُّ بهذه الأشياء في داخله، والناس يحكمون بالظاهر، لذلك تجدين عدم التصديق من قِبلهم، والأهل يعتقدون أن هذا الشيء إرادي، أي أنك يمكن أن تتحكمي فيه أو تُسيطري عليه، وهذه معلومة خاطئة، فما يحصل لك ليس لك يد فيه، أي أنك لا تستطيعين أن تُبدئيه ولا أن تُنهيه، حتى لو فرضنا الوسوسة، فالوساوس هي أفكار تسلل إلى الشخص.

اصبري عليهم، أو خذيهم معك إلى الطبيب، وسوف يتولى هو الشرح لهم، وأحيانًا يحبون أن يسمعوا التشخيص من الطبيب، وفي الوقت ذاته عليك بمحاولة الاسترخاء، نعم إنك لا تستطيعين أن تطردي القلق، ولكنك تستطيعين أن تستجلبي الاسترخاء، تعلمي الاسترخاء الجسدي، والمشي، والرياضات الخفيفة، والاسترخاء العضلي، والمحافظة على الصلاة، والدعاء؛ فإنها تجلب الطمأنينة والسكينة والراحة إلى النفس، وإذا تمكن الشخص من حالة الاسترخاء والهدوء، فحتمًا لا مكان للإحساس بالقلق والضيق، إذ أن الضدين لا يجتمعان.

يمكنك تناول أحد الأدوية التي تُساعد في تقليل خفقان القلب مثل (إندرال Inderal)، والذي يعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol) عشرة مليجرام، ثلاث مرات في اليوم، خاصة إذا كنت لا تعانين من الربو، فصاحب الربو لا ننصح له بتناول الإندرال، وهو دواء يُساعد في التحكم في ضربات القلب، وليس له آثار سلبية، هذا مع ممارسة تمارين الاسترخاء، -وإن شاء الله تعالى- تعيشين حياة طبيعية.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً