الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب والتخيلات الجنسية مع الأقارب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، عمري 24 سنة، غير متزوج، عانيت من مرض الاكتئاب ثنائي القطب منذ ما يقرب من 10 سنوات، ذهبت إلى دكتور فأعطاني دواء استيكان وامبرايد، ولكن لا يوجد تحسن، زرت الكثير من الأطباء، ولكن لم يُكتب لي الشفاء إلا في آخر مرة. وبدأت الآن أتحسن تدريجيا -بفضل الله-.

إضافة إلى أني أعاني من الوسواس القهري الجنسي، حيث كانت ترادوني أفكار جنسية غريبة، كأنني أمارس الشذوذ، وتخيلات جنسية لا يمكن أن أصفها، ولكن هذه المرة تذكرت أنني أثناء مرضي تخيلت أختي وقمت بالاستمناء عليها، وكلما تذكرت هذا الشيء شعرت بالندم والذنب العظيم، مع أن علاقتي بأختي علاقة طيبة جدا، ولم أفكر في هذا الشيء أبدا من قبل، وكذلك والدتي أنا أحبها كثيرا، ولكن هذه الأيام تأتيني أفكار بأني أستمني عليها، وعندما أتذكر هذا الشيء أحزن حزنا شديدا، وأشعر بالذنب، كيف أفعل هذا مع أمي التي أحبها كثيرا، فهل هذه مجرد خرافات بسبب الاكتئاب أم أنها حقيقة؟ وهل عندما فعلت هذا كان بسبب مرضي فلا أؤاخذ عليه أم فعلت هذا، وأنا في كامل قواي العقلية؟ لأني كلما أتذكر هذا الفعل أشعر بالضيق والاكتئاب الشديد.

وشكرا جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.
الوساوس، كثيرًا ما تكون قبيحة المحتوى، والأفكار ذات الطابع الجنسي المؤلم كثيرة جدًّا، ما حصل لك هو وسواس قهري، ولكنك بكل أسف قمت بذاك الفعل وهو الأفكار الجنسية التي أتتك حول أختك، وحدث ما حدث، وبعد ذلك أتتك يقظة الضمير، وهو شعور طبيعي فطري جبلي، أشعرتك بالذنب، ونفسك اللوامة هنا لعبتْ دورًا كبيرًا.

هذا الشعور بالذنب -أيها الفاضل الكريم– فيه خير لك، لأنك قد استوفيت شروط التوبة -إن شاء الله تعالى- والندم توبة، وأنا لا أستطيع أن أُحدد لك مسؤوليتك العقلية في ذاك الوقت، هذا أمرٌ يصعب تمامًا، لكن الأمر المبشِّر والأمر الجميل أن الله تعالى يغفر الذنوب جميعًا، وهذا أمرٌ قد انتهى، وأنت قد ندمتَ عليه، وقطعًا الوساوس وعدم الاستقرار النفسي والاكتئاب –وغيره– قد لعب دورًا أيضًا في تصرفك غير المبرر.

عمومًا هذا الأمر قد انتهى، وأنت قد ندمت، فلا تبحث في هذا الأمر أكثر من ذلك، ادْفنْه واقْبرْه، تخلَّص منه من خلال الاستغفار والإصرار على ذلك.

بالنسبة لتشخيص حالتك: أنت ذكرت أنك تعاني من اكتئاب ثنائي القطب، هذا يعني أنه لا تأتيك نوبات هوسيَّة واضحة، لكن القطب الاكتئابي هو القطب المهين. إذا كان هذا التشخيص قد قام به طبيب فيُعتبر تشخيصًا مؤكدًا، يُضاف إليه وجود هذه الوساوس القهرية التي تُراودك.

قطعًا العلاج الدوائي مطلوب في حالتك، أنت في الجزء الثاني من رسالتك ذكرت أنك تعاني من اكتئاب، وأنك تتناول الـ (استيكان) والـ (امبرايد) وهي أدوية جيدة، لكن أعتقد إذا كنت بالفعل تعاني من اكتئاب ثنائي القطبية؛ لا بد أن تتناول أحد مثبتات المزاج، وهذا الأمر سوف يقوم به طبيبك الاستشاري النفسي بعد أن تقوم بزيارته ومناقشة هذا الموضوع معه.

إذًا أحد مثبتات المزاج يعتبر ضروريًا في حالتك، وتناول مضادات الاكتئاب لا بأس به، لكن يجب أن يتمَّ التعامل معها بحذر، وأعتقد أن الدواء الذي سوف يفيدك في الوساوس وفي الاكتئاب، ولن يدفعك نحو القطب الهوسي، هو عقار (زيروكسات Seroxat) والذي يسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine).

هذه هي مقترحاتي حول العلاج الدوائي، وأرجو أن تصل إلى القرار النهائي بعد التشاور مع طبيبك.

الأفكار الوسواسية يجب أن تُحقِّرها تحقيرًا تامًّا، يجب أن تُكثر من الاستغفار، وهذه الفكرة القبيحة التي تأتيك حول والدتك إن شاءَ الله تعالى لن تحدث. اجعل لنفسك ضوابط وكوابح، وحقِّر الوساوس، واستفيد من وقتك فيما هو مُجدٍ ومفيدٍ، بأن تُحسن إدارته، وأن ترسم لنفسك خارطة مستقبلية، تكون من خلالها شاباً صاحب إنجازات، صاحب آمال، صاحب طموحات، وهذا كله يُبعدك تمامًا عن أن تكون تحت وطأة المرض.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • Wael

    السلام عليكم جزاكم الله خير علي هذا الموقع وعلي هذه الردود ولاخي صاحب هذه الرسالة لابد من تحقير هذه الفكرة وأكثر من الاستغفار وقول لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين وارجوا منك أن يكون لك ورد من القراءن اليومي وان تصلي بالليل ولو ركعتين في جوف الليل ويستحسن أن يكون قبل الفجر بربع ساعة وان تطلب منه العون والمغفرة وان تحافظ علي الصلوات في أوقاتها وخاصة الفجر وان استطعت أن تذهب الي العمرة فإذهب وتواسل الي الله وأبكي بين يديه هو نعم المولي ونعم النصير ولا تنسانا من الدعاء

  • هولندا باسمة

    وسواس

  • هولندا باسمة

    ربما يكونو وسواس والتخيلات بسبب السحر لي عندك عشان الجن ديما يكون سبب في هذا شي حتى في احلام يحلم شخص بالمحارم عليك بالصلاة وقبام الليل.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً