الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حالة هلع وخوف وتحسس وسرعة تأثر

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوج، وعندي أربعة أولاد، حياتي روتينية، تمتاز شخصيتي بأنها نظامية، وحساس أتأثر بسرعة، وإذا واجهتني مشكلة خاصة في عملي مع زملائي أو مدرائي تظهر علي أعراض مثل: كتمة في الصدر، ضيق نفس، دوخة ووجع رأس، كثرة تفكير لدرجة الوسوسة.

أحاول أن أمارس التغافل والاستغفار، لكن الأعراض النفسوجسدية تطغى علي، لا أدري ماذا أفعل؟!

ذهبت لطبيب نفسي، وقال: إن معي حالة قلق عام، مع وسوسة، وأعطاني دواء اسمه افيكسور عيار 75 أخذته فقلب حياتي جحيماً لمدة 8 أيام!

دخلت في حالة هلع وخوف شديد، وبعون الله استطعت مع التفكير الإيجابي أن أتجاوز هذه الحالة، والدواء رميته وأنا الآن في حيرة لا أعرف ماذا أعمل حتى أسيطر على هذه الحالة؟ وكيف أغير من شخصيتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أقول لك - أيها الفاضل الكريم – أن تسمِّ شخصيتك بأنها شخصية نظامية ومنضبطة هذا أمرٌ جيد، ويمكنك أن تُطوّره وتُقلل الحساسية من خلال التعبير عن الذات، وتطوير المهارات: مهاراتك الاجتماعية، مهاراتك في نطاق الوظيفة، أن تُكثر من الاطلاع، أن تتواصل اجتماعيًا، هذا كله - أيها الفاضل الكريم – يُساعدك كثيرًا.

الإنسان لا يُغيِّر شخصيته، إنما يمكن أن يطوِّرها ويُعدِّلها، وأهم شيء أن تعمل تحليلاً منطقيًا لشخصيتك، تعرف ما هي سماتها؟ ما هي إيجابياتها؟ ما هي سلبياتها؟ وبعد ذلك تفهم نفسك وتقبلها، يجب أن تقبل شخصيتك - أيها الفاضل الكريم – بإيجابياتها وبسلبياتها، ثم بعد ذلك تسعى لتطويرها، تطويرها: أن تُقلل ما هو سلبي، وأن تُكثر ممَّا هو إيجابي، هذا أمرٌ جيد وأمرٌ عملي جيد لتطوير الشخصية.

أخِي الكريم: أنت متزوج، وعندك - الحمد لله تعالى – ذرية، فيجب أن تكون حياتك طيبة وحياتك إيجابية.

بالنسبة للأفكار القلقية والوسواسية: أخِي الكريم: الإنسان يُقلل منها من خلال التعبير عن ذاته – كما ذكرتُ لك – وأن يُبعد عنه الفكر التشاؤمي، وممارسة رياضة المشي على وجه الخصوص أعتقد أنها سوف تفيدك كثيرًا في هذا العمر، لأن الرياضة عامَّة والمشي على وجه الخصوص يمتص الشوائب النفسية والجسدية السلبية، فاحرص على ذلك أيها الأخ الكريم.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الـ (إفكسر Efexor) هو دواء جيد، ودواء ممتاز، لكنه يتطلب بعض الصبر عليه حتى يتحصل الإنسان على فائدته الإيجابية، وأتفق معك أنه لدى بعض الناس حين يبدأون في تناول الإفكسر يحدث لديهم نوع من الهيجان الكيميائي الداخلي فيما يتعلق بالموصلات العصبية الدماغية، وهذا بالفعل قد تكون له تبعات سلبية تظهر في شكل هلع وتوتر ونوعية الأعراض التي ذكرتها لك.

أنت الآن أوقفت الإفكسر، وأنا أرى أن دواءً خفيفاً مثل الـ (فافرين Faverin) والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) سيكون جيدًا معك، هذا عقار بسيط، يُعالج القلق، يُعالج الوسوسة، ولا أعتقد أنك تحتاج له بجرعة كبيرة، لا، الفافرين بجرعة صغيرة – وهي خمسون مليجرامًا – تتناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد شهرٍ تجعل الجرعة مائة مليجرام ليلاً، وهذه سوف تكون جرعة علاجية كافية جدًّا – أخِي الكريم – ويمكن للإنسان أن يصل بجرعة الفافرين حتى ثلاثمائة مليجراما في اليوم، لكن لا أراك في حاجة إليها.

استمر على مائة مليجراما من الفافرين ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أعتقد أن هذا مقترح جيد، فيمكنك أن تتناول هذا الدواء، مع تفعيل الآليات العلاجية الأخرى التي ذكرتها لك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً