الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تجاهل الوسواس المتعلق بالعقيدة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن تمدوني بيد العون، لقد قرأت عن الوسواس القهري من خلال الأسئلة التي وردت لكم، وإني مصابة بذلك الوسواس فيما يختص بالعقيدة، وأقرب ما تكون حالتي للاستشارة التي رقمها (2350)، أرجو مراجعتها.

سؤالي هو: أريد الإجابة عليها من الشيخ موافي محمد عزب الموافي لأنه من سيرته الذاتيه لديه شريعة وعلم نفس.

هل من هم مثلي مصابون بالوسواس القهري في أمور العقيدة، هل يرجع إلى جهل بالإيمان أم ضعف بالإيمان أم ماذا تفسيره؟ وكيف حصل على الرغم من أني لا أقصر إن شاء الله في العبادات والأفعال التي ترضي الله.

كلما حاولت أن أكون صادقة في إيماني يزداد الوسواس ويصبح أقوى علي من ذي قبل.

السؤال الثاني: هل أحاسب عند الله على هذه الوساوس على الرغم من أني لا أستطيع ردعها، وأدعو الله دائماً، ولكن ما إن أشفى منها إلا أعود إليها.

ما الحل؟ وهل هذا كفر أم شرك أم نفاق؟
أرجوك يا شيخ أن تجيبني أرجوك.

وجزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء شفاها الله وعافاها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يصرف عنك كيد ووساوس شياطين الإنس والجن، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يمتعك بالصحة والعافية والإيمان.

بخصوص ما ورد برسالتك، فأرى أن نبدأ أولاً قبل كل شيء بتطبيق قاعدة التجاهل، كمقدمة للعلاج، فإن أفادت وإلا نجرب طرقاً أخرى للعلاج، وأقصد بالتجاهل عدم الاهتمام بهذه الوساوس، ومحاولة إهمالها، وعدم إلقاء أي اهتمام بها، وإذا وردت على خاطرك فغيري من وضعك الذي أنت عليه، فإن كنت قائمة فاجلسي، وإن كنت جالسة فقومي وامشي ولو خطوات، مع الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ولا تلقي أي بال لها؛ لأن هذه الطريقة هي أسهل طريقة وأقوى من غيرها في دفع كيد الشيطان ووساوسه، ما دامت تتعلق بالعقيدة فقط، كما أنصح بقراءة سورة البقرة يومياً، أو سماعها من مسجل بالمنزل يومياً.

عليك أيضاً بالسلاح الفتاك لكيد شياطين الإنس والجن وهو الدعاء، فأكثري من الدعاء والتضرع إلى الله أن يعافيك من هذه الوساوس، خاصةً في أوقات الإجابة وأهمها السجود، وعليك كذلك بأذكار الصباح والمساء، خاصة قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (مئة مرة صباحاً ومساءً)، وقراءة آية الكرسي عند النوم، وأن تكوني على وضوء بصفةٍ مستمرة على قدر استطاعتك، كذلك قراءة المعوذات الثلاث صباحاً ومساءً كل يوم ثلاث مرات.

لا تشغلي بالك بهذه الوساوس، وأهمليها تماماً، وعليك بتطبيق البرنامج، وستُعافين بإذن الله، وتكونين في أحسن حال.

أما عن سؤالك الثاني، فاعلمي أن مثل هذه الوساوس لا يُحاسب الله عبده عليها ما دامت خارجة عن إرادته، وهذا ليس كفراً ولا شركاً ولا نفاقاً، ولا تمثل أي خطورة على دينك ما دامت خارجة عن إرادتك.

أهم شيء أوصيك به -وأكرر ذلك- هو إهمال هذه الوساوس، وعدم الانتباه إليها، وستزول بفضل الله ورحمته.

مع تمنياتنا لك بالشفاء العاجل والإسلام الكامل.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً