الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنت طموحا وناجحا، والآن تغيرت فجأة وأعيش وحيدا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر (17) سنة, قبل سنة تقريبا كنت إنسانا طموحا وعمليا وإيجابيا، وصنعت -ولله الحمد- بعض الإنجازات المتواضعة، مثل: إنقاص (33) كيلو من وزني -ولله الحمد-, ورفعت نسبة اللغة الإنجليزية 10% تقريبا، ولله الحمد، ولا زالت لدي طموحات، وأريد تحقيقها.

لكن مشكلتي بدأت قبل (3) شهور تقريبا، وهي أني فجأة تغيرت وصرت مشوش التفكير، وزاد وزني (10) كيلو تقريبا، ونزل معدلي في الدراسة، وصرت سلبيا جدا، أفكر في الموت كثيرا، وتجيئني أفكار عن الحياة، يعني عن مدى سرعة انقضائها، وصرت كسولا جدا، مملكتي السرير!, وصرت أضع أهدافا لا تمض يومين إلا وتركتها, تقريبا عملت حمية ما يقارب في ال(3) شهور (15) مرة، وباءت بالفشل كلها.

أحس بحزن واكتئاب, ودائما أقول: لو أني قبل شهرين استمررت على الهدف الفلاني لكنت حققته, بدأت أيأس، وأحس أنه لم يعد لدي أمل أن أحقق أي هدف, وأنا منذ سنتين أعيش وحدي في البيت فقط لأسباب معينة, فيزعجني شعوري بالوحدة، فأنا أفطر وأتغدى وأتعشى وحدي، وأشاهد
التلفاز وحدي, والبيت ليس به أي صوت يذكر, أنا من قبل (3) شهور لم أكن مهتما بوحدتي، لكن الآن صرت أنزعج منها.

والحمد لله على كل حال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بالرغم من صعوبة الحال الذي أنت عليه في هذه الفترة الأخيرة، ولا شك أن الكثير من هذه المشكلات التي ذكرتها في سؤالك ربما لها علاقة بهذه الوحدة التي تعيشها حاليا، وربما بالأسباب الأخرى التي لم تذكرها لنا، والتي تسببت في هذه الوحدة، فمن الصعب على الإنسان أن يفضل بين الجوانب المختلفة لحياته النفسية والأسرية والاجتماعية والصحية...، والإنسان -كما عرّف- مخلوق اجتماعي، أي أنه من الصعب أن يعيش في حالة طبيعية منعزلا عن الآخرين، فالوحدة قد تكون من أصعب الأمور.

ومن الواضح أنك شاب طموح إلا أن الصعوبات والتحديات قد تعيقنا أحيانا عن تحقيق أهدافنا وطموحاتنا، إلا أنها فترة وتنقضي لنعود مجددا للعمل والحماس، بشرط أن لا نشعر بالإحباط وفقدان الأمل.

لا أظنك تحتاج في هذه المرحلة للذهاب للطبيب النفسي؛ حيث يبدو من خلال ما بين سطور سؤالك أنك قادر على وضع الأهداف وعلى تحقيقها، والسعي إليها، وهذا ما حدث عندما استطعت فقدان (33) كغ من الوزن، ولكن ما تحتاجه هي فرصة مناسبة لشيء من الدعم الأسري أو الاجتماعي من خلال أحد أفراد الأسرة أو أحد الأصدقاء.

هل عندك أصدقاء؟ وإذا كان: لا، فلماذا؟

قد تكون مررت ببعض التجارب السابقة غير الموفقة أو المؤلمة؛ مما جعلك تتجنب التواصل مع الناس، فأرجو أن لا تعمم هذه التجارب المؤلمة، وأن تعطي نفسك فرصا أخرى للتواصل مع بعض الناس، وربما إقامة علاقة طيبة مع أحد الزملاء في الدراسة مثلا، ممن ترتاح إليه، وتشعر بالراحة في الحديث معه. وأنا متأكد من أنك ستشعر بالكثير من التحسّن والثقة مع مرور الوقت مما سيفتح لك مجالات كثيرة للتعلم والتقدم والصداقات.

بالنسبة لوضع الأهداف والمخططات، ومن ثم عدم تنفيذ الكثير منها: هذا شائع كثيرا بين الناس، فنحن دوما نخطط أكثر مما نستطيع تنفيذه، فلا تقلق من هذا؛ فهو يبدو أنه الأصل، والتنفيذ هو الاستثناء، وما عليك إلا أن تضع أهدافا صغيرة جدا، ولمدة قصيرة؛ مما يمكنك أن تضمن تنفيذه في وقت قصير.

وفقك الله، ويسّر لك الخير والتفوق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر Abdel hake

    لا بأس بك فحتى أنا أمر بهذه المرحلة مما يعني أنّه أمر طبيعي فلا تحمل نفسك بما لا طاقة لك به

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً