الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني دوخة وخفقان في القلب وضيق التنفس حينما أطيل السجود!

السؤال

السلام عليكم

أعاني من دوخة وخفقان في القلب وضيق التنفس حينما أطيل السجود، حيث أحس بضغط في عنقي وألم أسفل الإبط الأيسر، وألم خفيف في الذراع الأيسر أيضًا، وهذه الأعراض تأتي في الليل ونادرًا في الصباح، وقد تكون بدون إطالة في السجود أي في أوقات عادية من الليل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ البنا عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لم توضح عمرك؛ لأن العمر مهم، فقد يكون له علاقة بأعراضك هذه، وعمومًا إن افترضتُ أنك في مرحلة الشباب فأقول لك أن الدوخة، والخفقان، وضيق التنفس غالبًا سببها قلق نفسي، والشعور بالضيق في العنق والشعور بالضغط في منطقة العنق وأسفل الإبط الأيسر، والألم الخفيف في الذراع الأيسر: أيضًا قد يكون ناتجًا من انقباضات عضلية في منطقة الرقبة مثلاً.

أنا أنصحك بأن تذهب إلى الطبيب، وأن تُجري الفحوصات المطلوبة، هنالك فحوصات عامة، فحوصات بسيطة جدًّا، مثل التأكد من نسبة الدم، والتأكد من وظائف الغدة الدرقية، ووظائف الكبد ووظائف الكلى، هذه فحوصات أساسية لا بد أن تتم، وأنصحك أيضًا بأن تقوم بإجراء تخطيط للقلب، هذا لا يعني أنني متوجِّس حول أنك تعاني من مرض في القلب، لا، لكن الحكمة الطبية تُحتِّم أن تُجرى هذه الفحوصات الأساسية.

وبعد التأكد من سلامتك الجسدية يمكنك أن تتعامل مع هذا الموضوع من خلال تمارين الاسترخاء، التمارين الاسترخائية مريحة جدًّا لعلاج الدوخة والخفقان وضيق التنفس على وجه الخصوص؛ لأن ضيق التنفس غالبًا حين يكون مرتبطًا بالقلق يكون ناتجًا من انقباضات في القفص الصدري، هذه الانقباضات العضلية بالفعل تُشعر الإنسان كأن نفسه قد أصبح ضيقًا جدًّا ومكتومًا، لذا حين تُطبق تمارين الاسترخاء – خاصة تمارين التنفس التدرُّجي – تؤدِّي إلى نتيجة رائعة وممتازة جدًّا.

وعليك أيضًا أن تمارس أي نوع من الرياضة، الرياضة ممتازة لعلاج الانقباضات العضلية التي قد تفسِّر الكثير من أعراضك، وعليك أيضًا أن تكون مسترخيًا في مرحلة السجود، ليس من الضروري مثلاً أن تضغط على رأسك أو ذراعيك – كما يعمل بعض الناس – كن في حالة استرخاء تام، وهذا -إن شاء الله تعالى- يُساعدك تمامًا.

وإن اتضح أن الأمر قلقي – أي أنه مرتبط بالقلق والانقباضات العضلية – بعد التشاور مع طبيبك، فهنالك دواء بسيط جدًّا يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) يمكن أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، قوة الكبسولة خمسون مليجرامًا، يتم تناولها صباحًا لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب ياسين

    شكرا على الافادة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً