الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيرت حياتي نفسيًا بعد إصابتي بالرهاب.. ما تشخيصكم لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 23 سنة، مؤمن بما أصابني، عانيت من الرهاب 7 سنوات، وآخر سنة في الجامعة كان لدي مادة تطبيق، وكنت قلقًا ومتخوفًا من هذه المادة التي تتطلب الشرح أمام الطلاب، حيث زاد بي القلق والترقب، ومن ثم دخلت في حالة غريبة خلال هذه الفترة، كأني انتقلت إلى شخصية أخرى، أحس أني موجود وغير موجود بنفس الوقت.

أتذكر أنني كنت شخصية معينة، والآن أنا شخص مختلف تمامًا، دخل هذا الأمر مخي، لا يفارقني، أصابني أرق، بكاء، تشاؤم، كره للذات، تأنيب ضمير، غير اجتماعي، خطوط حمراء في العيون مع اضطراب الرؤية، نبضات قوية مع نبض جميع أجزاء الجسم، نحافة شديدة -(الغدة سليمة)-، فرط في الأكل.

ذهبت لطبيب مخ وأعصاب، فظهر في التخطيط زيادة كهرباء في المخ، أعطاني تقريتول، وتحسنت نوعًا ما، ولا زال النوم لدي، وكأني أعيش في الواقع ليس نومًا، كما اعتدت أن أصحو والحالة تلازمني، قال لي أنت مصاب بقلق نفسي، وأعطاني ديبرالكس، ولم أستخدمه؛ لأن لدي حساسية تجاه الأدوية النفسية.

علمًا أني طالب ممتاز، وتخرجت وأحس أن الرهاب يقف في وجهي، لا أستطيع شغل أي وظيفة بسببه، ما تشخيصكم لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من الرهاب الاجتماعي، وحاولتَ التغلُّب عليه، ولكن ما حصل معك الآن من أرق، وتشاؤم، وبكاء، وكره الذات، وانعزال اجتماعي، هي أعراض اكتئاب.

الرهاب الاجتماعي هو نوع من أنواع القلق، وعادةً القلق النفسي قد يُصاحب بأعراض الاكتئاب، والعكس صحيح الاكتئاب النفسي قد يُصاحب بأعراض للقلق والتوتر النفسي.

فإذًا أنت عندك مزيج من أعراض القلق والاكتئاب، هذا هو تشخيصك حسب ما ورد في رسالتك من وصفٍ لحالتك.

عادةً لا يُشخَّص الصرع بتخطيط المخ فقط، ولكن يُشخَّص بالتاريخ المرضي الدقيق، لا بد من حدوث تعب وفقدان تامٌّ للوعي، وحدوث تشنجات، حتى يُقال أإن هذا الشخص مُصابٌ بالصرع، ولا يتم التشخيص بوجود بعض الاضطرابات في رسم المخ؛ لأنها قد تكون اضطرابات تحدث بالصدفة (قدرًا) ولو أجرينا كمية من رسوم المخ للأشخاص العاديين قد نجد عندهم بعض التغيرات، ولكن لا يشكون من أي أعراضٍ للصرع.

بالنسبة للأدوية النفسية: الآن هناك أدوية نفسية كثيرة آمنة، وليس لها آثار جانبية، ويمكن التوقف عن تناولها بسهولة ويُسر، ومن أمثالها دواء يُستعمل من عدة سنوات، وقد أفاد كثيرًا من مرضاي، هذا الدواء يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) خمسين مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك تناول حبة كاملة، وسوف يبدأ مفعول الدواء بعد أسبوعين، -وإن شاء الله تعالى- تتحسَّن أو تزول معظم أعراض التوتر والاكتئاب النفسي معًا؛ لأنه مفيد في التوتر والاكتئاب، في خلال شهرٍ أو شهرين، وبعد ذلك يمكنك الاستمرار لفترة ثلاثة إلى ستة أشهر، حتى تختفي هذه الأعراض تمامًا، وتعيش حياة متوازنة وسعيدة، -وإن شاء الله تعالى- يمكنك الحصول على عملٍ، والتقدُّمَ في حياتك بصورة طبيعية.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً