الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما تكون لدي مهمة معينة يتشتت تفكيري ولا أنام، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم
تشرفت بانضمامي لموقعكم المبارك

عندي مشكلة وهي إذا علمت أن غداً معي شغل أو أي مهمة معينة، وعلي أن أنام في الليل قبلها، فإني لا أستطيع النوم، ولا يتوقف رأسي من التفكير، ولا أستطيع التحكم فيه؛ مما يجعلني أستسلم لواقع الأمر وأواصل السهر والتفكير، ولا يكون في الشغل فقط، إنما تشتيت للأفكار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الكريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

هذا نسميه بالقلق الاستباقي، أي القلق الذي يسبق تنفيذ الفعل، وهو فعلاً قلق مزعج لصاحبه، لكن نحن نعتبره أيضًا قلقًا إيجابيًا؛ يدل على همَّة الإنسان المرتفعة، ولا يدل على التبلُّد أو التكاسل أو الانزواء أو البحث عن الإنجازات دون التفكير فيها والسعي إليها.

أيها الفاضل الكريم: الظاهرة بصفة عامة هي ظاهرة جيدة، لكن أتفق معك عيبها أنها تُقلل من تركيزك، وتُضعف نومك، وشيء من هذا القبيل.

- هذا الأمر يُعالج من خلال أن تُطبق على نفسك ما نسميه بمفهوم (العالمية)، وليس مفهوم (الشخصنة) أو (الفردية)، يعني أن كل الناس لديهم أشياء يريدون أن يقوموا بها غدًا أو بعد غدٍ، كل الناس يفكّرون في المستقبل، فلماذا أنت تشغل نفسك لهذه الدرجة، قل ذلك لنفسك، تصور هؤلاء الذين لديهم مناصب كبيرة ولديهم مسؤوليات ضخمة على نطاق الدول، على نطاق الوزارات، على نطاق الجامعات، المؤسسات، هؤلاء عليهم واجبات ضخمة جدًّا، لكن تجدهم وبقدرة تامة يفصلون ما بين هموم العمل وراحتهم.

أيها الفاضل الكريم: أدخل على نفسك مفهوم العالمية، قل: (أنا مثلي مثل الآخرين).

- دائمًا قدِّم مشيئة الله، ودائمًا ابدأ بـ(بسم الله)، هذه اجعلها فاتحة لكل عملٍ تقوم به، فكل أمرٍ ذي بالٍ لا يُبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر -أي مقطوع-، وستجد أن الأمر قد تيسَّر تمامًا.

- اجعل خارطة ذهنية بسيطة للشيء الذي تود أن تقوم به، مثلاً: لديك عمل في الصباح، تُريد أن تُراجع أحد الوزارات، قل: (أنا -إن شاء الله تعالى- سأُصلي صلاة الفجر، وبعدها أجهز نفسي، وأشرب كوبًا من الشاي، ثم أخرجُ وأقومُ بقضاء الأشياء التي أريدها، ثم أذهبُ إلى عملي) وهكذا.

اعمل خارطة تفصيلية بعض الشيء، دون أن تكون وسواسيًا في ذلك، هذا يجعل المهمة محدَّدة وليست مسيطرة على كل كيانك ووجدانك. هذا – يا أخِي الكريم – مهمّ جدًّا.

ممارسة الرياضة أيضًا فيها خير كثير لك؛ فالرياضة تُذهب كل الشوائب النفسية السلبية، وتطبيق التمارين الاسترخائية أيضًا أرى فيه خيراً كبيراً لك - أيها الفاضل الكريم - .

لا مانع من أن تتناول دواء بسيطاً مضاداً للقلق مثل عقار يعرف تجاريًا في المملكة باسم (جنبريد genprid) ويعرف أيضًا تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride)، هو دواء رائع، يزيل القلق، يزيل التوترات، وغير إدماني، والجرعة هي كبسولة واحدة صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم كبسولة واحدة في المساء لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً