الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حزن دائم وبكاء مستمر أعيشهما ولا أعرف السبب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر ٢١ عاماً، متفوقة جداً في دراستي الجامعية، وأحافظ على صلاتي، لدي صديقات كثيرات، وأحب أهلي، وأحمد ربي على كل شيء دائماً وأبداً.

في الآونة الأخيرة، بدأت أشعر بضيق دائم لا أعرف سببه، وحزن شديد طول الوقت، فقدت لذة الاستمتاع بالحياة، ظننت أن ذلك سببه وفاة خالي، لكن استمر هذا الموضوع لمدة شهور، وبدأ يؤثر على مستواي الدراسي، لا أستطيع التركيز، وأريد البكاء دائماً في كل وقت، وكل فرصة، وأصبح لدي فقدان في الشهية، وآلام دائمة في معدتي.

لا أعلم ماذا أفعل؟ أدعو ربي دائماً أن يخرجني من هذا الحال، أحتاج مساعدتكم، كيف أعرف ما أنا فيه؟ هل سببه تقصير مع الله، أم سببه الحسد نظرا لتفوقي الدراسي؟ ماذا أفعل؟ كيف أعود كما كنت؟ لا أعلم.

أرجو مساعدتي، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mai حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

الحمد لله على تفوقك، والحمد لله على التزامك بصلاتك، فهذه نعم عظيمة تستحق الشكر لله تعالى، كما نسأل الله تعالى أن يرحم خالك المتوفى، ويسكنه فسيح جناته.

مزاج الإنسان معرض للتقلب والتغيير وفقاً للظروف والحوادث التي يمر بها في حياته اليومية، وهكذا أحياناً يصبح منشرح الصدر ومسرورا، وبالتالي يتعامل مع الآخرين بروح الفكاهة والضحك، وقد يكون منقبض الصدر متكدرا، ويكون أقل فاعلية وتفاعلا مع الآخرين، وهذا قد يكون شيئا طبيعيا يمر به معظم الناس، ولكن إذا زادت هذه الحالة عن الحد المعقول، وأصبحت ملازمة لصاحبها عدة شهور، فالأمر قد يتطلب تدخلا علاجيا.

نرشدك بالذهاب إلى أقرب عيادة نفسية للتأكد من ذلك، فلا نستطيع أن نجزم بأنك تعانين من اضطراب في المزاج بناء على الأعراض التي ذكرتيها، ونرشدك ببعض الإرشادات عسى ولعل أن تفيدك:

1- الإكثار من فعل الطاعات والاستغفار؛ فإنه مزيل للهم والحزن، ومجلب للسعادة -إن شاء الله-، وكذلك تجنب فعل المنكرات والابتعاد عنها، فالذنوب تسبب الضيق والضنك والتعاسة، واعلمي أن الله غفور رحيم.

2- لا تهتمي بما فاتك من أمور الدنيا، وتنظري لما عند الآخرين، وتذكري أن الله تعالى هو المانح والمعطي (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم)، ففوضي أمرك لله سبحانه وتعالى، فهو مجيب المضطر إذا دعاه وهو كاشف الضر.

3- ركزي على الحاضر، واستمتعي به، وانسي الماضي وما فيه من تجارب مؤلمة، وتطلعي للمستقبل، وابتعدي عن التشاؤم، وكوني متفائلة دائماً.

4- اجلسي مع نفسك وحاولي اكتشاف سبب الضيق الذي أنت فيه، فربما يكون السبب تافها وحقيرا، وليس له قيمة، لكنك كبرتيه وأعطيته حجما أكبر من حجمه.

5- انظري إلى ما أنت فيه من النعم والخيرات، وقارني نفسك بمن حرم من هذه النعم التي حباك الله بها، وبمن هم دونك في كل المستويات.

6- مارسي تمارين الاسترخاء العضلي، وتجدين تفاصيلها في الاستشارة رقم: 2136015.

نسأل الله تعالى أن يزيل همك وغمك، ويحفظك من كل شر.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً