الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالإحباط بسبب البطالة وهجران الأصحاب.. كيف أتجاوز هذه المرحلة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب عمري 34 سنة، متعلم وخبراتي العملية تتجاوز العشر سنين، أنا -الحمد لله- أحافظ على صلاتي, وأتصدق من ادخاري, ولا أرتكب المحرمات, وبار بوالدي, وفي حياتي قمت بمساعدة العديد من الأقارب والأصدقاء.

لكنني الآن عاطل عن العمل لمدة أكثر من سنة, وأقدم للوظائف المتوفرة بشكل شبه يومي، ولم أتوفق, بعد عدم توفيقي بالحصول على عمل ينتابني شعور بالإحباط, بحيث هجرني الأصدقاء, ولم أتوفق للزواج, وأشعر بالضيق الشديد بسبب إحساسي بالفشل وما تسبب لي من الحرج الاجتماعي.

هل وضعي الحالي ابتلاء أم معاصي ارتكبتها ولا يمكنني التعرف عليها؟ ماذا أفعل لتجاوز هذا الوضع؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير، وأن يحقق الآمال، وهنيئًا لمن يواظب على الصلاة وصالح الأعمال.

أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الأمثل فالأمثل، وإذا أحب الله عبدًا ابتلاه، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، وأمر الله نافذ.

ونحن ننصحك بإظهار الرضى بقضاء الله وقدره، ونوصيك بالصبر فإن العاقبة لأهله، ونؤكد لك أن ما يختاره الله للإنسان أفضل مما يختاره الإنسان لنفسه فلا تتضجر، واعلم أن مع العسر يسرًا، ولن يغلب عسر واحد يسرين.

أما بالنسبة للزواج وسائر الأرزاق، فما علينا فيها إلا السعي، وبذل الأسباب، والموفق بعد ذلك وقبله هو الكريم الوهاب، ولا تحزن لبعد الأصحاب، واتخذ غيرهم، وكن وفيًا مهما حصل، ولا تغير أخلاقك الجميلة إذا تخلى الناس عن ثوابتهم وأخلاقهم.

واعلم أن البلاء ينزل على العاصي وعلى المطيع، ولكن المطيع لله يرتفع بصبره ورضاه ويبلغ منازل ما كان ليبلغها إلا بالصبر على البلاء، ويفوز بالعاقبة؛ لأن العاقبة للصابرين، وقد قال قائل السلف: "وجدنا أطيب عيشنا في الصبر والصبر نصف الإيمان"، وقال الفاروق: "لو كشف الحجاب ما تمنى المبتلى إلا ما قدر له"، وقال عمر بن عبد العزيز: "كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار".

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأن يهيئ لك من أمرك رشدًا، وأن يجعل لك فرجًا ومخرجًا.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً