الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعارفنا عبر الإنترنت وطلب خطبتي لكنني خائفة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعرفت عبر الإنترنت في موقع مخصص للزواج على شاب متدين، وعلى خلق كما ظهر لي، وقد عرض علي الزواج منذ بداية تعارفنا دون لف أو دوران، ولكنه حينما طلب مني عنوان أهلي شعرت بالخوف والوساوس، وشعرت بأنه غير جاد، فهذا النوع من الزواج يعتبر دخيلاً على مجتمعنا.

علماً بأنه صارحني باسمه واسم عائلته وعنوانه، وبالطبع أنا لا أستطيع أن أعرف مدى صدقه، حينما صارحت أمي رفضت الفكرة، وقالت بأنه حتى لو كان صادقاً ربما سيأتي يوم من الأيام ويعيرني بأنني تعرفت عليه عبر الإنترنت، ولن يثق بي.

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يعينك على الخير، ويحقق الآمال.

على الشاب المذكور أن يتواصل مع محارمك، وأن يأتي إلى داركم من الباب، ويقابل أهلك، ومن حقه أن يسأل عنكم، وأن تسألوا عنه، فإذا حصل الوفاق والاتفاق وحصل القبول والانشراح والارتياح فلا نملك إلا أن نردد: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

البدايات الخاطئة لا تمنع التصحيح، والمهم هو أن لا تتواصلي معه أو تراسليه حتى تصبح العلاقة رسمية، وحتى يأتي بأهله ليتعرفوا على أهلك؛ لأن الزواج ليس بين شاب وفتاة فقط، بل هو علاقة بين أسرتين، وربما قبيلتين، وسيكون هاهنا أخوال وخالات، وهناك أعمام وعمات وصلات ومجاملات.

رغم تقديرنا لكلام الوالدة إلا أننا نؤكد أن المشكلة هو أن تتطور العلاقة عبر الإنترنت، وتصبح حباً إلكترونيا وهمياً، أما في حالتك فالأمر لن يكون فيه إشكال لأنه طلب العنوان، وذلك دليل على جديته، وإذا جاء إلى أهلك فذاك دليل على صدقه، فإذا جاء بأهله كان ذلك أدعى للاطمئنان، والفتاة العاقلة مثلك إذا شعرت أن هناك شاباً يميل إليها فإنها تدله على محارمها وعناوين أهلها، ولا تقدم له التنازلات أو تجاريه في المكالمات، ومثل هذا التصرف يجلب لها احترام الشاب وتكسب ثقة أهلها، والأهم من كل ذلك إرضاؤها لله.

هذه وصيتنا لكم بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن تعطوا أنفسكم فرصة ولا تستعجلوا في رفض الشاب، ولا تسارعوا في القبول به حتى يثبت صلاحه، واستقرار أسرته، وصدق رغبته، وقدرته على تحمل المسؤوليات، وعلى محارمك أن يتعرفوا عليه، والرجال أعرف بالرجال.

لقد أسعدنا تواصلك مع الموقع، ونأمل أن يكون الشاب صالحاً وابناً لصالحين، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر هذا انا

    شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً