الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بالموت كل يوم ولا أخرج من البيت.. هل سأشفى من هذه الحالة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرًا على هذا العمل القيم المفيد.

أنا شاب عمري 25 سنة، وأعاني منذ سبع سنوات من الرهاب الاجتماعي ونوبات الهلع بدرجة أثرت على حياتي الاجتماعية والدراسية، حتى أني لا أستطيع تعدي الحارة، مع أفكار الموت وأحس بالموت كل يوم، قبل سنتين راجعت دكتورًا سلوكيًا، وأعطاني دواء زيروكسات، واستمريت إلى أن تحسنت حالتي تمامًا بفضل الله ثم بفضله، بعدها قررت ترك العلاج والمعالجة لأسباب شخصية واقتناع مني أني شفيت بفضل الله.

والآن رجعت حالتي تدريجيًا إلى الأسوأ، حتى أني تركت وظيفتي، أفيدوني أفادكم الله، وهل هناك حالات مثل حالاتي تشفى تمامًا أم مع الزمان ستعود الأفكار لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالاضطرابات النفسية شأنها شأن الأمراض الجسدية، قد تطول فيها فترة المعالجة - مثل: ارتفاع السكر في الدم، اختلال الغدد، وارتفاع ضغط الدم - ودائمًا ننصح نحن بالمتابعة المستمرة حتى ولو اختفت الأعراض نهائيًا، فالطبيب النفسي عادةً يأخذ في الاعتبار عدة أشياء قبل أن يُقرر وقف الدواء، وزوال الأعراض جزء منها، ولكنه أحيانًا يدرس حالة الشخص وظروفه والضغوطات التي من حوله، وقابليته لرجوع المرض، ولذلك قد يُقرر الاستمرار في الدواء.

إذًا - أخِي الكريم - ما كان عليك أن تترك العلاج بنفسك، هذا من ناحية.

أما سؤالك: هل الأمراض النفسية يمكن شفاؤها أو ما تعاني منه يمكن الشفاء منه؟
كما ذكرتُ لك، إن بعض الاضطرابات النفسية قد تأخذ طابع الاستمرارية، فترة من الوقت غير مُحددة، وهذا يختلف من شخصٍ إلى شخصٍ آخر، وقد مرَّ بي في حياتي العملية أُناس تحصل لهم نوبات من القلق أو الرهاب - كما حصل لك - ويتمّ علاجهم، وتختفي الأعراض نهائيًا، ويمارسون حياتهم بصورة عادية، وبعض الأشخاص ترجع لهم الحالة لعدة عوامل وليس لعاملٍ واحد: قد يكون عندهم القابلية أساسًا، قد يكون عندهم العامل الوراثي، وقد يكونوا تعرضوا لظروفٍ اجتماعية معينة.

لذلك أوصيك بالرجوع إلى طبيبك مرة أخرى، -وإن شاء الله تعالى- يقوم بوصف العلاج المناسب، ولكن هذه المرة لا تُوقف العلاج من نفسك، كما ذكرتُ لك الطبيب النفسي له تقديراته الخاصة في وقف العلاج وخفضه، قد يكون من بينها اختفاء الأعراض، ولكن هناك أشياء أخرى يضعها في الاعتبار قبل أن يُوقف الدواء.

كما أن هناك علاجات نفسية تُوصف مع الأدوية، وهي قد تُساعد، إمَّا في تقليل كمية الدواء أو في مُدته أو في الحاجة إليه بعد زوال الأعراض.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً