الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما أعاني منه مرض نفسي أم عضوي؟ فأنا في حيرة من أمري

السؤال

السلام عليكم

أولا: أود أن أشكركم على موقعكم الرائع الذي أعتبره -بدون مبالغة- ملجأ لي يخفف عني معاناتي، أنا سيدة أبلغ من العمر 29 سنة، متزوجة وأم لطفلة تبلغ من العمر سنة وثلاثة أشهر.

بدأت مشكلتي في الأسابيع الأولى من حملي، حيث جاءتني نوبة هلع ثم بدأت تنتابني مرارا وتكرارا فتولد لدي شعور بالخوف، وقلق، ووسواس المرض والموت، لم أكن أعلم ما يحصل لي؟ لم أجد تفسيرا لذلك، إلى أن ذهب بي زوجي إلى المشفى ليخبرني الطبيب أنها مجرد نوبة هلع.

كنت أحمل المسؤولية لحملي فكنت أنتظر الوضع بفارغ الصبر, الحمد لله خفت النوبات كثيرا أصبحت أتجاهلها ما أمكن، لكن لا زلت أحس بنوع من الخوف والقلق والوسواس، لم أعد أشعر بطعم الحياة، خصوصا وأني أحس بأعراض جسدية كالدوخة، والتعب، وصعوبة التنفس، ودقات قلب غريبة، وأحيانا دقة قوية مفاجئة، تخيفني هذه الأعراض، تؤرقني وتخيفني لدرجة أصبحت أخاف الخروج مخافة أن يغمى علي.

ذهبت إلى طبيب الأسرة، وأجريت التحاليل والفحوصات، وكل شيء سليم -بفضل الله- ماعدا خمول الغدة الدرقية، وأنا الآن أتناول ليفوتيروكس.

سؤالي هو كالآتي: هل ما أعانيه مرض نفسي أم ماذا؟ وهل القلق والخوف يسببان الدوخة؟ وهل علي زيارة الطبيب النفسي؟ وهل يمكن للأدوية أن تساعدني في تخطي المحنة؟

أعتذر لكم عن الإطالة، إلا أنني تعبت من هذه المعاناة اليومية، أريد أن أحظى بحياة سعيدة برفقة زوجي وابنتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ imane حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من ناحية عامةً: عادةً يمر الحمل عند النساء دون مشاكل نفسية، بل يُقال: إن الحمل هو أكثر فترة تكون المرأة فيها خالية من المشاكل النفسية، وإن كانت تعاني من تعب جسمي وإرهاق من الحمل، لكن نفسيًا تكون مرتاحة، وأنت من القلائل الذين بدت تظهر عليهم الأعراض النفسية أثناء الحمل، ولعلَّه أول حملٍ لك، وكما ذكرتِ كنت تحملين همًّا شديدًا.

وعادةً أيضًا عندما يحصل نوع من القلق النفسي أو نوبات الهلع -كالتي حصلت لك أثناء الحمل- فإنني دائمًا -كطبيب نفسي- أوصي بالمراجعة مباشرة بعد الولادة، لأنني أتوقع عودة هذه الأعراض بعد الولادة، لأن الاضطرابات النفسية عادةً تكثر بعد الولادة مقارنة بالحمل، فالشيء الطبيعي أن تحدث هذه الأشياء بعد الولادة، فإذا حصلت في الحمل فهذا أدعى لأن تحصل بعد الولادة، وهذا ما حصل لك بالضبط.

أما بالنسبة لأسئلتك المحددة، فالدوخة هي عرض من أعراض القلق والتوتر، القلق والتوتر لهما أعراض نفسية وأعراض جسدية، الأعراض الجسدية تتمثل: في الدوخة، زيادة خفقان القلب، الرجفة، التعرُّق الشديد، صعوبة التنفُّس، آلام المعدة - وهلمَّ جرًّا -.

والأعراض النفسية تتمثَّل في: الإحساس بالخوف، الضيق، عدم الراحة، عدم الطمأنينة، التوجُّس، توقع شيء سيئ سيحصل، حمل الهمِّ الشديد، ونوبات الهلع عادةً إمَّا أن تكون من اضطراب الهلع العام، إذا كانت تتكرر النوبة كل فترة، ولا يُصاحبها شيء، وإمَّا أن تكون جزءً من القلق.

نعم، هذا ما تحسين به اضطراب نفسي، وليس عضويًا، وكما ذكرتُ الأعراض العضوية التي تعانين منها ما هي إلَّا نتاج من الاضطراب النفسي الذي هو اضطراب الهلع والقلق.

تحتاجين إلى الذهاب إلى طبيب نفسي، وإن شاء الله تعالى الآن توجد أدوية فعّالة وآمنة، تُساعدك في التخلص من معظم هذه الأعراض، وحتى إذا كنت تُرضعين طفلك فالآن هناك أدوية آمنة يمكن استعمالها مع الرضاعة.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً