الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤثر كيس الشعر الموجود على المبيض على الحمل ويمنعه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متزوجة منذ سنة وشهرين، عمري (28) عاما، لم يقدر لي الحمل إلى الآن، أجريت التحاليل اللازمة مع زوجي، كلها -بفضل الله- سليمة، ولكنني كنت أعاني من التكيس على المبيض الأيمن، فوصف لي الطبيب حبوبا لمنع الحمل؛ حتى يذوب الكيس، تناولتها ولم يتغير شيء، وأخبرني الطبيب بأن الكيس لا يؤثر على الحمل.

انتظرت لمدة شهرين ولم يتم الحمل، اتفقت مع زوجي على تغيير الطبيب، فذهبنا في الأسبوع الماضي إلى طبيب جديد، وأخبرني بأن أموري جيدة، والكيس موجود، وعلى الأغلب بأنه كيس شعر، فأرسلني لعمل التصوير بالرنين المغناطيسي، وبالفعل تأكدنا من أنه كيس شعر، وحجمه (4/4)، ولا يمكن إذابته بالأدوية، ويحتاج إلى عملية تنظير، وموعد العملية يوم الاثنين القادم.

سؤالي هو: هل يجب إجراء عملية التنظير لاستئصال هذا الكيس؟ و هل من الممكن أن يكون هذا الكيس قد منع حدوث الحمل؟ أعلم بأن كل شيء بإرادة رب العالمين ولا اعتراض على حكمه، وهل تؤثر هذه العملية على حركة المبايض؟ وهل يمكنني الحمل بعد إزالة الكيس؟

أتابعكم دائماً وأثق باستشاراتكم، وهذه أول مشاركة لي، وأسأل الله العظيم أن يوفقكم دائماً لفعل الخير، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mariam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك ثقتك بنا, ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما, ونرحب بتواصلك معنا في الشبكة الإسلامية.

نعم -يا ابنتي- إن كيس الشعر على المبيض, والتسمية العلمية الصحيحة له هي الكيسة العجائبية, هي من نوع الأكايس التي لا تستجيب على العلاج الدوائي, بل يجب استئصالها جراحيا, والسبب هو أن محتوياتها لا تكون سائلة بل مواد صلبة ناتجة عن بقايا خلايا جنينية مؤهلة لأن تتطور وتعطي أنسجة متعددة الأشكال مثل: الشعر، والدهن، والأسنان، وغير ذلك، وبسبب هذه المحتويات الغريبة فإنها تسمى بالكيسة العجائبية.

إذن: فإن عمل استئصال جارحي للكيسة عندك, يعتبر أمر ضروري جدا, وذلك من أجل فحص محتويات هذه الكيسة في المختبر النسجي والتأكد من سلامتها كلها, وهذه نقطة هامة جدا أؤكد لك عليها, فهدف الاستئصال ليس الحمل, بل هو التأكد من سلامة الكيسة، أما بالنسبة للحمل, فالحقيقة التي أود أن أؤكد لك عليها هي أن هذا النوع من الأكياس لا يسبب العقم أو تأخر الحمل؛ والسبب هو أنها لا تتداخل مع عمل المبيض ولا تؤثر على الإباضة, حتى لو كانت بحجم كبير.

بالنسبة للعملية, فهي عملية سهلة وبسيطة -إن شاء الله-, لكن يجب معرفة بأن أي تداخل جراحي على جوف الحوض أو على البطن, يحمل معه احتمال حدوث التصاقات مهما كانت مهارة الجراح أو الجراحة, ولذلك فإننا لا ننصح بعمل إي إجراء جراحي للحوض إلا في حالات الضرورة القصوى, لكن حاليا ومع تقدم وسائل الجراحة واستخدام بعض المواد المانعة للالتصاق، والتي يتم وضعها في الحوض, فإن احتمال حدوث الالتصاقات أصبح منخفضا جدا عن السابق -بإذن الله تعالى-, وبما أن الحالة عندك تعتبر ضرورية لكنها ليست طارئة، فإنني أنصحك بالتوكل على الله عز وجل وعمل العملية, للتأكد من طبيعة الأنسجة, ثم بعد ذلك إذا لم يحدث الحمل, فيمكن نصحك بما يجب عمله -إن شاء الله تعالى-.

نسأله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً