الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قصر قامتي يحرجني، هل سيزيد طولي؟ وهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أعاني من قصر القامة، وقصر القامة أصبح يسبب لي حرجًا وحزنًا بالمقارنة مع زملائي وأقربائي، فإنهم يسخرون مني؛ لأني قصير، فعمري هو (14) و(9) أشهر، وطولي (155) ووزني (51) وقبل شهرين من الآن تغيّر صوت حنجرتي؛ مما يعني أنني قد بلغت، وأنا خائف أن يتوقف طولي، علمًا أن طول والدي (156) ووالدتي أيضًا (156) فقد أصبحت فاقدًا الثقة بنفسي بسبب قصر قامتي.

وقد أجريت تحليل هرمون نمو، وأخبرني الطبيب أن هرمون النمو لدي ممتاز، وبعد استشارة قال لي بأنه سوف يصرف لي هرمون النمو؛ لكي يزيد في طول قامتي، وأجريت أشعة؛ لأرى هل أغلقت مراكز العظام عن النمو؟ فأخبرني أنها لم تغلق.

أنا أخشى من قصر القامة، فهي تشعرني بالإحباط، هل ممكن أن تحسب طولي المستقبلي؟ ومتى سيتوقف النمو؟ وهل من رياضة أو أكل يساعدني على زيادة قامتي؟

أرجو الرد على سؤالي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

متوسط طولك المستقبلي -إن شاء الله- حسب الدراسات والإحصائيات يساوي مقسوم مجموع طول الأب وطول الأم على اثنين، وهو يساوي (156) مضافا إليه (13) وبالتالي فإن طولك المأمول -إن شاء الله- سوف يصل إلى (169) وأكثر؛ لكثرة وجود الطفرات في صفة الطول في السنوات الأخيرة.

وطالما لا يوجد لديك نقص في هرمون النمو؛ فلا قلق -إن شاء الله- ومراكز التعظم تغلق عند عمر (21) عاما، وليس قبل ذلك، وأمامك (6) سنوات تقريبا سوف يزيد فيها طولك -إن شاء الله-، ولا بأس من المتابعة مع الطبيب، وأخذ حقن هرمون النمو تحت الإشراف الطبي، والمطلوب منك الآن هو أخذ حقنة فيتامين (د 600000) وحدة دولية في العضل كل (4) إلى (6) شهور، مع تناول حبوب الكالسيوم (300) مج مرتين يوميا، والتعود على شرب الحليب في المرحلة القادمة، وعلى التغذية الصحية الجيدة؛ لأن فيتامين (د) والكالسيوم، والعناصر الغذائية الطبيعية هي المواد الخام التي تبني العظام.

ومن المهم العناية بالصحة العامة، وممارسة الرياضة، والتعرض للشمس أثناء ممارسة الرياضة، وتناول الغذاء الصحي السليم، والمحافظة على الوزن، وتجنب السمنة، وبعد ذلك فإن العبرة ليست في الطول والقصر، ولكن في التميز وحسن الخلق، وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ).

ولذلك لا تلتفت للساخرين، ودعك منهم، ولا تلق لهم بالا، ومن يسخر فإنما يسخر من إرادة الله، وليس لأحدنا فضل لا في طوله، ولا في قصره.

وهناك تمارين رياضية تسمى تمارين الاستطالة، فيمكن متابعتها على اليوتيوب، وأداؤها قد يفيد قليلا في زيادة الطول، ولكن كما هو معروف فإن صفة الطول صفة وراثية تتحكم فيها الجينات، ومن الصعب تجاوز تلك الصفة، والتمارين الرياضية بصفة عامة جيدة تحسن اللياقة البدنية، وتؤدي إلى قوة العضلات، فلك أداء التمارين التي تريد بالطريقة التي تريد.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا عبد النور

    شكرا جزيلا لكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً