الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب والقلق والضياع نتيجة زواج فاشل منذ سنوات، فكيف اجتاز المحنة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أشكر الدكتور محمد عبد العليم، وكل العاملين بهذا الموقع على هذا المجهود الرائع، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم -بإذن الله-.

أنا سيدة عمري ٣٩ سنة، مطلقة، وقد سبق لي الزواج منذ 11 سنة، والذي استمر ثلاثة أشهر فقط، عانيت فيها الكثير، وتعرضت لصدمات كثيرة، فقد كان زوجا ظالما بكل المقاييس، حتى أنه سرق مجوهراتي رغم حالته المادية الميسورة.

وعندما تم الطلاق كنت في حالة نفسية سيئة للغاية، كنت أشعر بنوبات تشنج من كثرة البكاء على حالي، ووصلت إلى مرحلة الانهيار العصبي، وراجعت طبيبا نفسيا، فنصحني بضرورة أخذ العلاج النفسي، لكنني لم آخذ بالنصيحة.

توالت السنوات بدون زواج، ولكن بعلاقات كثيرة فاشلة، أخرج من علاقة إلى أخرى، وأنا على يقين أنها علاقات فاشلة، وأنهم يستغلونني، ومع ذلك كنت أكمل فيها، وكأنني أنتقم من نفسي، وكان هذا الاضطراب له تأثيره العميق على علاقاتي في العمل، والتي كانت تتسم دائما بالمشاكل، وأيضا في البيت، دائما كان لدي شعورا بالاضطهاد، على حسب قول الناس ووصفهم، لذلك أيقنت ضرورة مراجعة الطبيب النفسي.

وفعلا ذهبت إلى الطبيب النفسي، ووصف لي ولبترين ١٥٠، وبروزاك ٢٠، وفافرين ٢٥، لمدة 6 أشهر، وأنا مواظبة عليها منذ شهر، وقد تحسنت حالتي، وزال القلق والاكتئاب، وبدأت أشعر بالسيطرة على نفسي وعقلي، حيث كنت أعاني من نوبات اكتئاب بعد الانفصال عن أي شخص عرفته، رغم علمي أنه غير مناسب، وأنها علاقة عابرة، رغم ذلك أشعر بالاكتئاب وأبكي كثيرا.

إضافة لتقدم العمر وعدم التوفيق في زواج آخر، يجعلني أتصرف تصرفات غير مسؤولة، ويشعرني بحزن عميق، وكل ذلك بحجة أن عمري سرق مني، وأن هذه العلاقات رغم أنها محرمة فهي من حقي، وبحجة أنني تعرضت للظلم في بداية حياتي، وأنا لم أفعل شيئا خطئا لكي أتزوج من هذا الشخص، علما أنني -والحمد لله- على قدر كبير من الجمال، وأموري المادية مستقرة.

سؤالي يا دكتور: هل هذه الأدوية جيدة لحالتي؟ وأنا خائفة من آثار هذه الأدوية، حيث سمعت أنها تزيد في الوزن، وخاصة البروزاك والفافرين، أريد أدوية لا تعمل على زيادة الوزن، وأيضا تكون مفيدة لحالتي، سمعت عن بعض الأدوية التي لا تسبب زيادة في الوزن، ولكن احترت في ما ينفعني منها، Viibryd Valdoxane, Abilify, Buspar, Prestiq، علما أنني أيضا يا دكتور أعاني من الأرق، وبعض الأحيان أستعمل تربتزول، ولكن سمعت أيضا أنه قد يسبب زيادة في الوزن بعد فترة، ولك جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله تعالى لك العافية والاستقرار، وأن يرزقك الزوج الصالح -بإذنه تعالى-.

أيتها الفاضلة الكريمة: يجب ألا يكون هنالك أسى على ما مضى وعلى ما سبق، خاصة فيما يخصُّ موضوع الطلاق وما تابعه من امتهان، ثم بعد ذلك العلاقات التي وقعت فيها، وهذا قطعًا يجب أن تعيدي النظر فيه تمامًا، ويجب أن تتوقفي تمامًا، ويجب أن تجعلي لنفسك حاضنة خاصة تبنين من خلالها شخصيةٍ جديدةٍ عظيمةٍ ثابتةٍ مُثابرةٍ كيِّسَةٍ، وقطعًا سوف يأتيك الزوج الصالح بعد ذلك.

يجب أن يكون منهجك مختلفًا تمامًا عن منهجك السابق، العلاقات مع الرجال تنتهي بالفشل، العلاقات مع الرجال تنتهي بالحرمة، العلاقات مع الرجال تُقلل من قيمة المرأة، العلاقات مع الرجال كثيرًا ما تُسيء إلى وقار المرأة وهيبتها.

فيا أختِي الكريمة: أنت لست في حاجة لهذا، أنت في حاجة لأن تُمثِّلي لنفسك، بل تبني حاضنة خاصة - كما ذكرتُ لك - الوقار، الرزانة، اكتساب المزيد من العلم، المهارات الاجتماعية، مساعدة الآخرين، مساعدة أفراد الأسرة، الانخراط في أي عملٍ تطوعي أو اجتماعي، هذا كله يُساعدك حقيقة على بناء شخصيتك وإلباسها ثوبًا جديدًا - مع احترامي الشديد لك -.

اذهبي لأحد مراكز تحفيظ القرآن مثلاً، حيث تلتقين بالصحبة الطيبة، وهذا يُمثِّل دافعًا عظيمًا بالنسبة لك.

بالنسبة للأدوية: حقيقة الأدوية التي كُتبتْ لك لا تُسبب زيادة في الوزن، وهي الـ (ويلبوترين Wellbutrin) والـ (بروزاك Prozac) والـ (فافرين Faverin) هذه مطلقًا لا تُسبب زيادة في الوزن، لكن أنا لا أرى أنك في حاجة لتناول ثلاث أدوية مع بعضها البعض، حالتك هي نوع من الضجر والكدر الاكتئابي البسيط الظرفي والمُسبب، وأعتقد أن البروزاك سوف يكون كافيًا جدًّا، وتناوليه في الصباح، والنوم سوف يتحسَّنُ تلقائيًا، خاصة إذا دعّمت الأمر بممارسة الرياضة، ولا مانع من تناول خمسة وعشرين مليجرامًا من الـ (تربتزول Tryptizol) بهذه الجرعة لن يؤدِّي إلى زيادة في الوزن، ولا تحتاجين أن تتناوليها بصورة متواصلة.

الـ (فالدوكسان valdoxan) هو دواء جديد، يُحسِّن النوم، لكن يُعاب عليه أنه في حوالي 2% من الناس ربما يؤدِّي إلى اضطراب في أنزيمات الكبد، لذا كل إنسان يريد أن يستعمل هذا الدواء لا بد أن يراقب أنزيمات الكبد، أنا أعتقد أن البروزاك يكفيك تمامًا.

الـ (إبليفاي Abilifu) دواء من مجموعة أخرى. الـ (بسبار Buspar) مضاد للقلق، ولا يزيد الوزن. الـ (برستيج Prestige) مضاد للاكتئاب، لكنه يزيد الوزن.

بالنسبة للأرق أود أن أضيف: أهمية ممارسة الرياضة في الصباح، أهمية تجنب النوم النهاري، والحرص على أذكار النوم، وتثبيت وقت الفراش. هذا يُساعدك كثيرًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً