الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بدوخة وعدم اتزان أينما كنت، فما سبب هذا؟ أرجو مساعدتي.

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 21 سنة، مشكلتي الإحساس بالقلق والتفكير بأشياء مزعجة وبدون سبب، ويحزنني الخبر الذي هو عادي بالنسبة للآخرين، ويضيق صدري وأحس بالاختناق، حتى صرت أبتعد عن الأخبار السيئة، وكل ذلك منذ شهرين، ولا أشتهي الطعام، وعندما آكل يصيبني وسواس أن الأكل سينزل في مجرى التنفس وسوف أختنق، فصرت آكل ببطء، ولاحظ الناس ذلك.

مع بداية العام الدراسي الجديد ذهب القلق نوعا ما، لكنني في المحاضرة أشعر بالدوخة، وأنه سوف يغمى علي في أي لحظة، وأبرر لنفسي أن هذا بسبب أنني لم أفطر.

علماً بأنني لا أفطر في العادة، ولا أشعر بذلك، علما أنني قبل أسبوعين عملت تحاليل الغدة الدرقية والدم، وكانت النتائج سليمة، ما عدا نقص بسيط في فيتامين دال، فهل شعور الدوخة وعدم الاتزان بسبب الحالة النفسية؟ لأنني أحس في جلساتي أنني سوف أسقط، وأحس بالقلق عند النوم، وعند الاستيقاظ ليلا أشعر بخوف شديد، وأفكر في الموت.

لكن -الحمد لله- معاملتي لم تتغير مع مجتمعي، بل ما زلت مرحة، وأتعامل مع الجميع بصورة طبيعية، إلا أنني عندما أراقب أطرافي أحس أنها تتحرك بلا إرادتي، فما سبب هذه الرجفة؟

قرأت عن أدوية القلق، لكنني خائفة جدا من تجربتها، وأيضا لا أريد أن أقول ﻷحد أنني أستخدمها إن استخدمتها، وعندما أحس بأي وجع حتى لو بسيطا في جسمي، تخطر على بالي جميع الأمراض الخطيرة، كأمراض القلب وغيرها، وأخاف أن أكون مصابة بها، لكنني أعرف أنني سليمة، وأمي تقول أنني أخاف على نفسي كثيرا، لكن لا أستطيع أن أتغلب على تفكيري هذا، أرجوكم أفيدوني، ﻷنني أحيانا أكتئب عندما أستيقظ، وأتذكر الشعور الدوخة خلال اليوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، وبالفعل كما قالت أُمك - جزاها الله خيرًا - أنت لديك مجرد مخاوف، وحتى أكون دقيقًا: تشخيص حالتك هو قلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، كل الأعراض الجسدية من دوخة وشعور بالضيقة منشؤها القلق - أيتها الفاضلة الكريمة - وأنا أؤكد لك أنك لن تفقدي السيطرة على الموقف، بمعنى أن شعورك بالدوخة لن يجعلك تسقطين أرضًا أمام زميلاتك، هذا لن يحدث أبدًا، هي مجرد مشاعر.

الحمد لله تعالى فحوصاتك كلها ممتازة، نقص فيتامين (د) لا يؤدِّي إلى هذه الأعراض، لكن يُستحسن أن يتم تعويضه، والتعويض بسيط جدًّا، تتناولين كبسولة واحدة من فيتامين (د) وقوة الجرعة هي 50 ألف وحدة، وتناوليها أسبوعيًا لمدة أربعة أشهر، سيكون كافيًا جدًّا.

أيتها الفاضلة الكريمة: عبِّري عن ذاتك، لا تكتمي؛ لأن الكتمان يؤدِّي إلى الاحتقان النفسي، تجاهلي هذه الأعراض تمامًا، طبقي التمارين الاسترخائية التي أوردناها في استشارة إسلام ويب والتي هي تحت رقم (2136015)، ونظِّمي وقتك، ونامي ليلاً مبكرًا، واحرصي على الدعاء، هذا -إن شاء الله تعالى- يزيل هذا الذي بك من قلقٍ ومخاوفٍ بسيطةٍ وتوتر.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أعتقد أن أحد مضادات القلق سيكون مفيدًا جدًّا لك، لا تسمعي لما يُقال حول هذه الأدوية، الأدوية إذا وُصفتْ بواسطة الطبيب الثقة وكان التشخيص صحيحًا فهي أحد المسارات المهمة في العلاج، دواء بسيط مثل عقار يعرف باسم (ديناكسيت Denaxit) بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة أسبوعين أو ثلاثة، أعتقد أنه سيكون كافيًا بالنسبة لك.

تجنبي النوم النهاري، واحرصي على النوم الليلي المبكر، واحرصي على تمارين الاسترخاء وأذكار النوم، سوف تساعدك كثيرًا في أن يكون نومك نومًا ليليًا مُريحًا، كما أن تناول الشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساء أمر مرفوض، اجتهدي في دراستك، وأحسني إدارة وقتك؛ لأن ذلك بالفعل يصرف الانتباه عن القلق السلبي ويحوِّله إلى قلقٍ إيجابي يُساعد على الإنتاج والإبداع.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً