الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتوهم المرض وأتخيل أني سوف أصاب بالفصام أو الجنون

السؤال

السلام عليكم

يا دكتور: سابقا كنت أتوهم المرض سواء الإيدز أو السرطان، ولكن مع إجراء الفحوصات أطمئن وأبتعد عن وساوسي المرضية، بمعنى أنها ليست توهمات قوية.

بعد ذلك، وقبل ثلاثة شهور بعد قراءتي عن (الوشرة) أو ربط الرأس لدى الأطباء الشعبيين، وأنها تسبب الجنون؛ بدأت أخاف أن أجن، أو أن أفقد عقلي، ودخلت في وساوس لا تنتهي، وضيق، وأني سوف أجن، ولم أستطع أن أبعد الفكرة أبدا عن مخيلتي، فذهبت إلى طبيب، ووصف لي دواء (سبراليكس) لمدة ثلاثة أشهر، وقد مضى شهر من استخدامي للسبراليكس، وبقي شهران.

ومع تفاقم الحالة الوسواسية قرأت عن مرض الفصام، وبدأت أوهم نفسي أني سوف أصاب بمرض الفصام أو الجنون والهلاوس؛ لأن من أسبابها (الكابتجون) أو (الأبيض) كما يسمى لدينا.

استخدمت حبوب الكابتجون (الأبيض) لمدة سنة، ولكن لم تكن إدمانا، بحيث أستخدمها كل شهرين حبة، وقطعتها منذ ثلاثة أشهر، و-لله الحمد- لم تأتني أعراض الانفصام أو الهلاوس، وهو مجرد خوف أني سوف أصاب بها؛ لأنني استخدمتها لفترات متقطعة سابقة.

سؤالي: هل بعد قطعي لحبوب الكابتجون (الأبيض) هل يصاب الإنسان بعد أن يتركها أو أن الإصابة تحدث أثناء الاستخدام؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أخِي الفاضل: أنت لديك مخاوف قلقية وسواسية حول الأمراض جسديةً كانت أو نفسية، وهذه الحالة منتشرة وموجودة، ونحن نعيش في زمانٍ كثرتْ فيه الأسقام وقلَّتْ فيه الطمأنينة، ونسأل الله تعالى العافية.

أيها الفاضل الكريم: بالفعل الإنسان حين يقوم بإجراء فحوصات أو مقابلة طبيبٍ من مرضٍ كان يتخوف منه ويجد الفحوصات سليمة يُصاب بطمأنينة كبيرة، ولكنها تكون وقتية، وترجع له الاجترارات والوساوس والمخاوف مرة أخرى، فالذي أريده منك هو أن تقنع نفسك أنك -الحمد لله تعالى– بخير.

ثانيًا: عليك بالدعاء، خاصة أذكار الصباح والمساء، وأن تسأل الله تعالى أن يحفظك من جميع الأسقام.

ثالثًا: أن تجعل لحياتك معنى وأنشطة، وأن تجتهد في عملك وفي دراستك، بمعنى أن تصرف انتباهك تمامًا عمَّا أنت فيه.

رابعًا: عليك بالحياة الصحية التي تعني: الالتزام بأمور الدين، مع النوم الليلي المبكر، وممارسة الرياضة، والتغذية المتوازنة، وأن تُحسن التواصل الاجتماعي، وأن ترفع من مستواك الثقافي –كما ذكرتُ لك– وأن تكون لك آمال وطموحات وخطط مستقبلية تدير من خلالها مستقبلك ووقتك.

أيها الفاضل الكريم: الحمدُ لله تعالى الذي عافاك وعافاك من تناول الـ (كابتجون captagon)، مادة قبيحة جدًّا، تُخِلُّ بخلايا الدماغ، يتهاون البعض في تعاطيها، وأنا أودُّ أن أقول لك: إن فترة السنة التي تناولت فيها هذا المركب حتى وإن كان التناول تناولاً متقطعًا إلَّا أنها كلها نعتبرها فترة إدمانية، الحمدُ لله تعالى أنت الآن حرَّرتَ نفسك من هذا الاستعباد، وهذه بُشرى عظيمة.

أنا أقول لك: إن الآثار السلبية لهذه المادة اللعينة تختفي بالتدريج، حتى الذين أُصيبوا بالفصام وبالذهان تحسَّنتْ أحوالهم كثيرًا حين توقفوا، فأنا أزفُّ لك بُشرى، وأقول لك: اطمئن تمامًا، وربما تكون محتاجًا لتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف. الـ (سبرالكس Cipralex) والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) دواء رائع، لكن الـ (لسترال Lustral) والذي يُعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) قد يكون أفضل في بعض الأحيان، فيمكنك أن تُشاور طبيبك فيه.

وأريدك أيضًا أن تستعمل عقار يعرف تجاريًا باسم (جنبريد genprid) ويعرف أيضًا تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) هذا يُغطي لك تمامًا أي آثار سلبية تكون قد حدثت من تناول الكابتجون، وجرعة الجنبريد هي خمسون مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين –أي كبسولة واحدة– مرتين في اليوم، ثم تجعلها كبسولة واحدة يوميًا في الصباح لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً