الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا حساسة وأحب الأطفال وغير متزوجة..

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، أبلغ مِن العمر 28 عاما، غير متزوجة، وفي بعض الأحيان أفرح أني غير متزوجة، ولكن مشكلتي أني أحب الأطفال لفترة معينة ثم أشعر بالملل منهم بسرعة، مع العلم أنني طيبة معهم، ولكن المشكلة أنهم أبناء لبنات خالاتي فهم لا يريدوني أن أجلس مع أطفالهم، وإذا جلست مع أي طفل يتوقعون أني أحسدهم على أبنائهم.

أتمنى أن يكون لدي أطفال، فهم دائما يقولون لي: الله يرزقك بالذرية الصالحة، مع أني أبين لهم أني لا أحب الأطفال.

وإحداهن تشتكي من ولدها وتقول: انظري هذا حال من لديه أطفال احمدي ربك أنه لا يوجد عندك أبناء، وإذا تعب أحد من أطفالهن يقهرون مني، ويتوقعون أني حسدتهم، علما أن شخصية أبناء خالتي سيئة، وكذلك وعند حملهن لا يخبرونني، ولكن عند إخباري بحملهن أبارك لهن، وعند الولادة لا أزورهن، صحيح أنني في بعض الأحيان أتمنى أن يكون عندي أبناء ولكني لا أحسدهم بهذه الدرجة، بل أتمنى لهم الخير، ولذلك السبب فأنا لا أذهب إلى بيت جدتي إلا كل شهر أو أسبوعين؛ لأنني مللت من مضايقتهم، وأحس بالنقص، وأني عالة عليهم، وخاصة عندما أرى من هن بعمري تأتي مع زوجها.

أنا لا ينقصني شيئا أبدا ولله الحمد، وقد خطبت عن طريق خالتي عدة مرات، لكنها تقول لهم إنها منعزلة، ولا تزورنا، المفروض من خالتي عدم البوح بذلك، وأكثر ما يضايقني أن تكون الخطبة من جهتها، فهي سيئة الأخلاق، وتكثر من الغيبة والنميمة.

فخالاتي لا يحبوننا ويغارون منا؛ لأننا أجمل منهن، وحالتنا المادية جيدة، فهم يحرضون أمي علينا، فأنا متضايقة جدا من هذا الموضوع وأتحسس منه كثيرا، ولكن في بعض الأحيان أعاني من حساسيتي، لذلك كرهت الناس، ولا أحب أن أختلط بهم أبدا، ما الحل؟ كيف أتغلب على خوفي؟ لا أحب الذهاب لأي مكان، وأخاف أن يجرحني أي شخص فيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hind حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بما في نفسك وبما في حياتك.
من الواضح وكما قلت في سؤالك أنك شديدة الحساسية، مما يجعلك تشعرين بمثل هذه المشاعر الكثيرة.

من المفيد أن تفرّقي بين نوعين من المشكلات والصعوبات، النوع الأول مشكلات الناس وصعوباتهم كالحسد، والغيرة، والغيبة، والنميمة وما يقومون به من أعمال وتصرفات، فهذه ليست مشكلاتك ولا صعوباتك، فاتركيها لهم، واتركي لهم حلها وعلاجها.

والنوع الثاني: هي صعوباتك أنت ومشكلاتك، فاعملي على علاجها وحلها، كالحساسية الزائدة، تجنب لقاء الناس، فهي مشكلاتك ويفيد أن تعملي على حلها، مثلا عن طريق الاختلاط بالناس، وعدم التحسس الزائد حتى تعتادي على التعامل معهم.

والنوع الثالث: مثل كونك تحبين الأطفال كثيرا فليست هذه مشكلة بل هي نعمة من الله تعالى، ولعل الله يعدّك للحياة الأسرية المستقبلية عندما تكوّنين أسرتك الخاصة بعد الزواج والإنجاب، فاحمدي الله على عليها، ويفيد ربما أن تحاولي أن تعتدلي وتتوسطي في طريقة تعبيرك عن حب الأطفال، وخاصة أن كثيرا من الناس لا يرتاحون أن يقترب أحد الناس كثيرا من أطفالهم، فحاولي أن لا تبالغي كثيرا في تعلقك بالأطفال، وأبقي مسافة لا بأس بها بينك وبينهم.

بعض ما ورد في سؤالك من حبك للأطفال ومن ثم مللك منهم فهذا شيء عادي، ويتصف به كثير من الناس.

وبشأن الزواج، فسيأتي نصيبك في الوقت المناسب، فاتركي الأمر يسير في طريقه الطبيعي.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • سي ادريس

    وعليكم السلام ورحمة اختي بما ان الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز °° المال والبنون زينة الحياة الدنيا°°° ادن بما انه اقر الاطفال في كتابه الا ولهم شأن عظيم فلدلك اختي في الله احبي الاطفقال فدلك سيقودك الا السعادة النفسية والسلام عليكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً