الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من قلة النوم، وشعور الاختناق عند النوم، فما تحليلكم لذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مشكلة أنني عندما أنام بعد ساعة أو ساعتين من النوم، أستيقظ، وأكون بحاجة إلى النوم أكثر، ولكن لا أستطيع النوم؛ لأنني أشعر بالاختناق والضيق بمجرد أن أغمض عيني، وكأن شيئا على صدري، فأقرأ سورة من القرآن وأستغفر، ولكن يبقى الشعور كما هو، لا أستطيع أن أنام رغم نعاسي، وإذا أغمضت عيني أتألم.

وما أن يبدأ صلاة الفجر حتى أنام فورا، وبدون أي عائق، ولا أدري لماذا هذا التوقيت بالذات، أعتذر على الإطالة، وشكرا جدا لموقعكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محبة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يردَّ عنك كيد الكائدين وحقد الحاقدين واعتداء المعتدين، إنه جوادٌ كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة- فأنت في حاجة إلى إدخال بعض التعديلات على حياتك، وبإذن الله تعالى سوف تكونين في حالة طيبةٍ، بل وفي أحسنِ حالٍ بإذنِ الله جل وعلا.

أولاً: أتمنى - بارك الله فيك - ألا تنامي إلَّا على وضوء، تحاولين قبل النوم أن تتوضئي، وإن استطعت أن تُصلي ركعتين فذلك حسن، وإذا لم يتيسّر لك فلا مانع، الوضوء أهم شيءٍ، ثم بعد ذلك عندما تدخلين في الفراش تبدئين في أذكار النوم، ولا تنامي إلَّا بعد أن تنتهي منها تمامًا، وإذا بقي عندك شيء من الوقت وأنت مستيقظة فواصلي ذكر الله تبارك وتعالى بالتسبيح والاستغفار - وغير ذلك - حتى تغيبي عن الوعي، لأن هذا كان هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- والله تعالى يقول: {الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم}، ويقول: {والمستغفرين بالأسحار} ويقول: {والذين يبيتون لربهم سُجَّدًا وقيامًا}، والنبي -صلى الله عليه وسلم- بشَّرنا أن مَن نام على طهارةٍ جعل الله له حارسًا يبيتُ ما بين ملابسه الداخلية وجسده، يحفظه من الشيطان الرجيم.

فأنت عندما تفعلين هذه السنة سوف تشعرين فعلاً بأن هناك من يُدافع عنك، وهناك من يتولى ردَّ كيد الكائدين عنك -بإذن الله تعالى- .

أنصحك كذلك بأن تستعملي الرقية الشرعية وأنت نائمة، بمعنى أنك إذا نمت من الممكن أن تفتحي الإنترنت أو الجوال على الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل أو غيره، ولكن أنا دائمًا أنصح بالرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل - هذا المقرئ المشهور - لأن مفعولها أكيد وقوي، ولقد جرَّبها الآلاف من المسلمين فوجدوا فيها نفعًا عظيمًا، ولذلك أنا أنصح بها؛ لأن الله تبارك وتعالى جعل فيها توفيقًا وقبولاً، وهذه ستطرد الشياطين من البيت نهائيًا، ولن يبقى منهم أحد في البيت، وسيكون بيتكم نظيفًا طاهرًا -بإذن الله عز وجل - وأنت نائمة لن يستطيع الشيطان أن ينال منك، لأنك أولاً: نمت على طهارة، وثانيًا: أنك تذكرين الله تبارك وتعالى، ذكر الله تبارك وتعالى حصنٌ حصين، كما أخبر النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- .

أتمنى أن يكون لك ورد من القرآن الكريم يوميًا، أتمنى أن تحافظي على الصلوات في أوقاتها، وأنا أعرف أنك حريصة على ذلك -ولا أزكي على الله أحدا-، وأن تحافظي على أذكار الصباح والمساء بانتظام، وإذا ما جاء الليل حاولي قدر الاستطاعة أن تكوني لله تبارك وتعالى ذاكرة، وألا تُشغلي بشيءٍ من عرض الدنيا يؤدِّي إلى تضييع هذه الفرصة الذهبية التي بها تستطيعين النوم الهادئ، الذي يسمح لك بمواصلة حياتك في اليوم الثاني، بكل هِمَّةٍ ونشاط.

ومن الممكن أن تعرضي نفسك أيضًا على راقٍ ثقة إذا كنت ترين أنك في حاجة إلى ذلك، فأنا أرى أيضًا أن هذا سيكون مفيدًا ونافعًا، فتتمُّ هذه المعالجة مرة واحدة على يد متخصص، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا وإياكم لطاعته ورضاه، وأن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، إنه جوادٌ كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً