الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والخوف والشعور بأعراض جسدية

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم جزيل الشكر على ما تقدمونه، وبارك الله فيكم، وجعله في ميزان حسناتكم.

بداية -يا دكتور- كانت لي بعض الاستشارت السابقة هنا، وتمت الإجابة عليها، جزاكم الله خيراً.

مشكلتي الآن حدثت منذ سنة بسبب موقف بسيط جداً، حصل نوع من أنواع الفزع، ومن بعدها وأنا أعاني من أمور كثيرة، بداية بالشعور بالتعب، ومع الوقت بدأ بالزيادة، وتطور الأمر إلى الشعور بالإرهاق السريع والتعب العام بالجسم، والآن -يا دكتور- أعاني من صداع غريب، وليس كالصداع العادي، وأحيانًا يذهب بدون مسكن، وأعاني من الشعور بالتعب والإرهاق من أي مجهود، وأيضًا أعاني وأنا نائم من الشعور بآلام الجسم عامة، وكأن جسمي مشدود أو صلب، وعندما أستيقظ يزول مباشرة هذا الشعور، وأكثر شيء أعاني منه الشعور بعدم التوازن والإحساس بالوقوع، وسرعة التعب عند الوقوف أو المشي، وأيضًا لاحظت الشعور بالصداع عند عمل دش، وبعد تنشيف الرأس، والتعب أثناء أخذ الدش.

عملت تحاليل شاملة، وغدة، وجميعها -ولله الحمد- سليمة، وراجعت طبيب مخ وأعصاب، وعملت أشعة رنين، وطلعت -الحمد لله- سليمة، ولكن الطبيب عمل لي فحص الضرب على الركبة بمطرقة صغيرة، وقال: إن عندك شدًا بالأعصاب؛ حيث يقول: إن ردة فعل الركبة قوية.

صرف لي علاج (تربتزول 10 ملج قبل النوم لمدة شهر) ولم أستعمله إلى الآن، والسبب خوفي من الدواء، وعدم اقتناعي بعلاقة الحالة النفسية بالجسدية، وعلماً أني مررت بأمور كثيرة متعبة من طلاق، ووفاة، وحوادث سيارة.

في النهاية -يا دكتور- مررت منذ فترة بنوبة هلع رهيبة، وكانت أول مرة، علماً أني قلق جداً، وخواف من الموت والمرض وغيرها من أمور.

فضلاً لا أمرًا -يا دكتور- أن تعطيني الجواب الشافي الذي يريح بالي؛ حيث إنني أعاني، وأثَّر على نفسي وعملي وأسرتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

لا شك أن المكوّن النفسي هو المكون الرئيسي في شكواك، فأنت تعاني من القلق والخوف من الموت والخوف من المرض والأمور المرتبطة بذلك، ولديك انشدادات عضلية عامة، مع وجود إحساس بسرعة التعب عند الوقوف، وهذا الصداع المتكرر، وهو -بلا شك- صداع عصبي.

فيا أخِي الكريم: حالتك كلها مرتبطة بالقلق النفسي، والقلق النفسي يُعبَّر عنه بصورٍ مختلفة، منها ظهور الأعراض الناتجة من الانقباضات العضلية، والدليل القاطع على وجود جانب القلق هو أنك حين تستيقظ من النوم تكون في حالة أفضل.

أخِي الكريم: أنت ذهبت إلى طبيب الأعصاب، وقمت بإجراء الفحوصات المطلوبة، وهذه إجراءات صحيحة، ويجب أن تقتنع على ضوء النتائج بأن حالتك سليمة؛ لأنها حالة بسيطة، كل الذي تحتاجه هو تناول أحد مضادات القلق والخوف، وعقار (تربتزول Tryptizol) الذي وصفه لك الطبيب بجرعة عشرة مليجرام هو دواء ممتاز، وهذه جرعة صحيحة، ابدأ في تناوله بهذه الجرعة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم أرجعها إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه جرعة بسيطة، وهذا علاج سليم، وأنا أُقِرُّه تمامًا، فأرجو أن تتناوله بالصورة والكيفية التي وضَّحناها لك، وبعد ثلاثة أشهر أرجو أن تراجع طبيب الأعصاب مرة أخرى.

أيها الفاضل الكريم: أنت في حاجة شديدة للتمارين الرياضية المكثفة، ابدأ بدايات بسيطة، بعد ذلك ارفع معدل الرياضة، الرياضة تقوي النفوس، تقوي الأجسام، تزيل الشوائب النفسية السلبية، وكذلك الطاقات النفسية السلبية، فاجعل لنفسك حظًّا من الرياضة، واحرص على النوم في أثناء الليل؛ حتى تتجنب النوم النهاري، وتحس أن طاقاتك بالفعل متجددة في أثناء النهار.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً