الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي مصابة بمرض الذهان والانفصام، فهل هناك علاجا لحالتها؟

السؤال

السلام عليكم

أريد استشارتكم في موضوع مرض أختي، فأنا أريد أن أساعدها في الخروج من مرضها.

لقد كانت فتاة جميلة، تدرس باجتهاد حتى وصلت الصف التاسع، وحين توفت عمتي حضرت أختي موتها في ذلك اليوم، ومنذ ذلك اليوم بدأ مرضها، فقد تغيرت فجأة، وبدأت تفعل حركات بيدها، وتغيب عن الواقع، فتألمنا جميعا لهذا المصاب، وأخذها أبي إلى طبيب نفسي، وكان عمرها آنذاك 16 سنة، وأعطاها دواء، واستمرت عليه حتى يومنا هذا، حيث أصبح عمرها 44 سنة، ولم تتزوج، وهي الآن تعيش مع أمي وأبي وأخي الكبير الذي هو بدوره مريض منذ صغره، وعمره 54 سنة وليس متزوجا.

لقد شخص الدكتور حالتها بأنها تعاني مرض الذهان والانفصام، وتأخذ الآن solian 50mg
و polyzapine 5mg في الصبح والظهر، و 2 ludomil في الليل، وأيضا anxiol 3 مرات، ولكنها دائما ما تشعر بالحزن والقلق وتغير المزاج، فعندما أزورهم في البيت وأجلس معها تتغير وتفرح، وعندما أخرج تمرض وتحزن.

كما أنها الآن تشكو من زيادة الوزن والاكتئاب والملل، ولا تحب أن تظهر خارج البيت، وليس لها صديقات، وتحب أن تتواصل معي.

أرجوك يا دكتور أن تساعدني في وصف علاج مناسب لأختي.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفيان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لأختك العافية والشفاء، وأن يأخذ الله بيدها ويساعدها في التحسُّنِ من المعاناة التي تعانيها.

طبعًا من خلال رسالتك واضح أن أختك الآن تحت العلاج لفترة تمتدُّ لمدة ثمانية وعشرون عامًا، وحقيقة هي فترة طويلة على أي حال، وقد ذكرتَ بأنها شُخِّصتْ على أنها تعاني من مرض الفصام أو الذهان، وهو وإن كان يمكن السيطرة عليه بدرجة معقولة؛ لكنه مرض مزمن، يأتي في شكل نوبات أحيانًا تخِفّ حِدَّته، ولكنه يترك بصماته على الشخصية، ويحتاج إلى الاستمرار في العلاج لفترة طويلة قد تكون مدى الحياة.

لم تذكري ما هي الأعراض التي تعاني منها أختك الآن بالضبط، ولكنك ذكرتَ أنها تعاني من العزلة الاجتماعية، وليس لها صديقات، وهذا أحيانًا يكون ما يسمى بالأعراض السالبة للمرض، أو (Negative Symptoms)، والأعراض السالبة للمرض قد لا تستجيب للأدوية المعهودة، مثل الـ (سوليان Solian) ومثل الأدوية التي تتناولها الآن أختك.

وهناك دواء معروف يُساعد في الأعراض السالبة، خاصة عند مرضى الفصام الذي أصبح المرض عندهم بصورة مزمنة، وهذا الدواء يسمى (كلوزريل Clozaril)، أو يسمى (ليوبنكس Leponex)، ولكن خطورة هذا الدواء أنه يجب أن يُعطى تحت إشراف طبي مباشر، لأن خمسة بالمائة من الذين يتناولون هذا الدواء قد يحصل لهم تكسير في كرويات الدم البيضاء، ولذلك يجب أن يُعطى هذا الدواء بجرعات صغيرة بالتدرُّج وبالبطء، ويتم فحص كرويات الدم البيضاء بانتظام في الشهور الأولى لتناول هذا الدواء، لأن هذه الفترة التي يكون فيها تكسير كرويات الدم البيضاء، ولكن بالفحص المستمر إذا ظهر انخفاض لكرويات الدم البيضاء فيمكن توقف العلاج وترجع الحالة إلى طبيعتها.

لا يمكن أن يُوصف هذا الدواء من خلال هذا الموقف، فلا بد أن يكون تحت إشراف اختصاصي طب نفسي مباشر، هذا من ناحية.

وأيضًا هناك ما يُعرف بالتأهيل، فحتى مرضى الفصام والذهان وإن كان مُزمنًا، لكنهم يستجيبون للتأهيل النفسي، برامج تأهيلية قد تُخرجهم من الانعزالية ومن عدم القدرة على التفاعل، وأتمنى أن يكون في المنطقة التي تتواجد فيها أختك هذا النوع من أنواع التأهيل لمرضى الفصام، وليس من الضروري أن يكون التأهيل داخل المستشفى، ولكن يمكن أن يكون (أحيانًا) في المراكز النهارية، أو ما يعرف بـ (Decanter).

إذًا يمكن مساعدة أختك إمَّا باللجوء إلى العلاج الدوائي، أو اللجوء إلى التأهيل النفسي في مركز متخصص.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً