الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأن ما أشربه يدخل في أذني، وأشعر برعاش في العين في الظلام!

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لديّ مشكلة، وهي أني عندما أشرب مثلًا الشاي الساخن، أشعر بأن الشاي يدخل أذني، وعندما أبلع ريقي، أشعر بصوت مزعج وألمٍ في أذني، علمًا أني عملت عملية لِلّوْزتبن، وبعدها حصل لدي ألمٌ في الزور والتهاب وصديد، وأحس بأن الحنك مغلق.

مما أعاني منه أيضًا أني أرى أشياء سوداء عريضة تمشي في عيني، وعندما أدخل مكانًا مظلمًا، أشعر بأن عيني "تنطفئ وتنير" مثل: الرعاش.

أرجو المساعدة، وهل الذي يحصل حاليًا في الأذن خَطِرٌ؟

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الأعراض التي تحس بها طبيعية بعد عملية استئصال اللوزتين، حيث إن هناك ألمًا عصبيًا ينتشر من البلعوم ومن سرير اللوزتين للأذنين أو لإحداهما، حيث إن الأذن والبلعوم يشتركان في فروع عصبية تنشأ من أعصاب أساسية واحدة (العصب مثلث التوائم, والعصب المبهم, والعصب اللساني البلعومي)؛ وعلى هذا وبسبب وجود الجرح غير الملتئم تمامًا؛ يحدث هذا الانعكاس في الألم لداخل الأذن.

بالنسبة للصوت المزعج في الأذن أيضًا بعد البلع، فبسبب التشنج العضلي في عضلات الحنك بعد الجراحة، بالإضافة للوذمة في الأنسجة البلعومية المحيطة، والتي قد تؤدي لتضيُّق في فتحة أنبوب تهوية الأذن الوسطى (نفير أوستاشيوس)، وهذا قد يؤدي لنشوء ضغط سلبي في الأذن الوسطى، ويسبب هذا الإزعاج في الأذن عند بلع الريق.

عليك بالمواظبة على حركة تعديل الضغط في الأذن، والتي ندعوها (مناورة فالسالفا)، وهي كالتالي:

إغلاق فتحتي الأنف باليد، ثم ضغط الهواء بزفير قسري صعودًا من الصدر باتجاه البلعوم فالأنف (وليس الفم)، والاستمرار بالضغط حتى يتراكم ضغط كافٍ لفتح نفير أوستاشيوس (الأنبوب الواصل بين الأذن الوسطى وبين البلعوم الأنفي)، وعبر هذا الأنبوب يمر الهواء قسريًا نحو الأذن الوسطى.

وهكذا يتم تعديل الضغط بداخلها، ويتحرر غشاء الطبل من الشد المطبق عليه نحو داخل الأذن الوسطى؛ بسبب الضغط السلبي الذي كان داخلها. ويجب تكرار هذه الحركة كل عشرين دقيقة وبشكل مستمر لعدة أيام.

عليك بالمواظبة على الغرغرة الفموية البلعومية (بالسيروم) الملحي الدافئ، وإجراء (مناورة فالسالفا)، مع المسكنات الخفيفة، مثل: (البانادول) و(البروفين) حتى الشفاء -بإذن الله تعالى-.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله –تعالى-.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور/ باسل ممدوح سمان، استشاري أمراض وجرحة الأذن والأنف والحنجرة، تليها إجابة الدكتور/ شادي زهير طعمة، اختصاص أمراض العيون وجراحتها:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا علاقة لعملية استئصال اللوزتين التي ذكرتها بالأعراض العينية التي تعاني منها.

الإضاءات المتقطعة ورؤية الخيالات والأشكال المختلفة أو ما يدعى بالانطباع الشبكي العميق؛ هو غالباً عرَضٌ سليم، خصوصاً إذا كان عابرًا ولم يدم طويلاً.

إذا تكررت الأعراض كثيراً ولمدة طويلة، وترافقت برؤية شرر أو وميض شديد؛ فهنا يجب إجراء فحص دقيق وشامل لشبكية العين والسبيل البصري؛ لنفي الإصابات أو الآفات الخطيرة التي تخلّف هكذا أعراضًا أو إزعاجات.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة و العافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً