الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اختلال الأنية واكتئاب وقلق شديد ووسواس

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر ٢٧ عاماً، أعاني منذ ٧ سنوات من اختلال الأنية، واكتئاب وقلق شديد، حيث أذكر أني منذ الصغر دائم الخجل، وشخصيتي قلقة ووسواسية، ومنذ الصغر وأنا انطوائي، وفي عام ٢٠٠٧م أصبت بحالة هلع شديدة أثرت علي، فأصبت باختلال الأنية، وأنا من وقتها من طبيب لآخر لم أدع طبيب أعصاب أو نفسي إلا وذهبت إليه.

تناولت معظم الأدوية، وآخر علاج تناولته هو بروزاك، حبتين، وفافرين حبة عيار ١٠٠ مستمر عليها منذ سبعة شهور.

أضفت إليهم منذ شهرين سوليان ٢٠٠ حبة مساء، فهل أنا في الطريق الصحيح؟ حيث أني تحسنت شيئاً بسيطاً أول ٦ شهور، لكني لم أجد فرقاً كبيراً.

هل علاجي صحيح؟ وهل تنصحوني بأن أغير الدواء؟ لأني أعتقد أن الدواء أخذ فترته الكافية، فما رأيكم؟ وسمعت أنه يوجد في أمريكا إبرة تعالج اختلال الأنية، فهل هذا صحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ a k s حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لنتكلم قليلاً عن اضطراب الأنِّية، لأنك ذكرته في أكثر من موضع، وهو من الاضطرابات التي دار حولها جدل كبير وكثير، حتى بين الأطباء، وهل هو اضطراب فعلي أم هو ظاهرة مرضية؟ ماذا نعني بالآنية؟

الآنية هو أن يحسَّ الشخص بإحساس غريب، أي أنه يحسّ أن مشاعره منفصلة عنه، أو أنه تغيَّر في داخله، وأحيانًا يحسّ كأنه يُراقب نفسه من الخارج، ويحصل تبلُّد في مشاعره، ويكون هذا في كثير من الأحيان مُصاحباً بإحساس أو بشعور تغيير الناس من حولك، أو الناس من حولك أيضًا تغيروا، وهو إحساس مُخيف، وأحيانًا يصعب حتى وصفه من قِبل الأشخاص الذين يمرون به، وفي كثير من الأحيان أو في غالب الأحيان يكون هو عرض من أعراض القلق، يُصاحب لكثير من اضطرابات القلق المعروفة.

كون أنه هو اضطراب في حدِّ ذاته يعني ألا يكون مُصاحبًا لأي أعراض أخرى غير الأعراض التي ذكرتها، وهو: الإحساس بالتغيير والغرابة في داخل الشخص، وتجمُّد في أحاسيسه، ويبدو كأنه يُراقب نفسه من الخارج، والتغيير من حوله، ولا يكون مصاحبًا بأي أعراض أخرى، وهذه الحالة بهذه الطريقة نادرة الحدوث في كثير من الأحيان من جهة أخرى.

اضطراب الأنية ليس له علاج مُحدد وثابت، وفي كثير من الأحيان ننصح المرضى بالتجاهل، أو الإهمال لهذه الأعراض، والتعايش تمامًا، وليس هناك أي أدوية مُحددة، وتُعطى أدوية القلق العامة، أي أنه ليس هناك إبرة - كما ذكرتَ - في معلوماتنا عُملَ خِصِّيصًا لهذا الاضطراب.

ويبدو في حالتك ما تعاني منه هو ظاهرة وعرض من أعراض القلق والوساوس التي تعانيها، وليس اضطراب الأنية كما هو معروف وكما قمتُ بشرحه آنفًا، فأنصحك بتناول أدوية تُساعد في علاج القلق، وللأسف الـ (بروزاك Prozac) والـ (فافرين Faverin) يساعدان أكثر في الوسواس، في مرض الوسواس القهري، ولكنهما قليلا الفاعلية في علاج القلق، والـ (سوليان Solian) مُهدئ فقط.

لذلك فإني أرى أن تتناول علاجاً يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram)، وتتناول السبرالكس بجرعة عشرة مليجرام، ابدأ بخمسة مليجرام (نصف حبة) لمدة أسبوع، ثم حبة بعد الأكل بعد ذلك، وعادةً يبدأ في المفعول بعد أسبوعين، ويحصل التحسُّنِ عادة في خلال شهرين، ويمكن الاستمرار عليه بعد التحسُّنِ لفترة تتراوح ثلاثة إلى ستة أشهر، وأحيانًا إلى تسعة أشهر، ويجب عليك ألا تُهمل الجانب النفسي، حاول الاسترخاء بشتى الطرق.

الرياضة البدنية من أحسن الطرق التي تؤدي إلى الاسترخاء، وأحسن أنواع الرياضات الرياضة البدنية التي تؤدي إلى الاسترخاء هي رياضة المشي، المشي يوميًا لمدة نصف ساعة تُساعد في الاسترخاء كثيرًا، وإلا عمل تمارين خفيفة في المنزل يوميًا أيضًا يُساعد في الاسترخاء.

لا تنس - يا أخِي الكريم - الالتزام بالصلاة، وقراءة القرآن، والأذكار، فإنها تؤدي إلى طمأنينة النفس، وإزالة كثير من المخاوف التي يحسُّ بها الشخص.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً