الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أعراض الحمى الروماتزمية، فهل أنا مصابة بها فعلا أم لا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أرجو منكم تشخيص حالتي، فأنا في حالة نفسية صعبة بسبب هذا الموضوع، وجزاكم الله عنا كل خير.

أنا فتاة، عمري 27 سنة، وزني 50 كيلو، وطولي 163 سم، أجريت مجموعة من التحاليل، فظهر لدي ارتفاع في antistreptolysine _ aslo، فقد كانت نسبة التحاليل الأولى 590، ولكن النتيجة اختلفت عندما أعدت إجراء التحاليل بعد 15 يوما في مختبر آخر، حيث أصبحت 200، وبعد شهر أعدت التحاليل في مختبر آخر أيضا، وكانت النسبة: 564، وإلى جانب هذه التحاليل قمت بإجراء تحليل fibrinogen و vitesse de sedimentation، ومعدل الترسيب لكرات الدم الحمراء كان طبيعيا، كما أن الكريات البيضاء والحمراء في الدم طبيعية، والطبيبة التي كنت أتابع عندها قالت بأنها لا تستطيع الجزم إن كنت أعاني من حمى روماتيزمية بهذه التحاليل أم لا!

راجعت طبيبة أخرى، فنصحتني بأخذ حقنة كل 15 يوما، وأنا الآن خائفة من أن أكون قد أصبت بأي من مضاعفات هذه الحمى على القلب.

مع العلم أني أعاني من ألم في صدري بشكل يومي تقريبا منذ 6 أشهر، أحيانا كأنه ألم هبوط، أو ألم من البرد، لا أعرف كيف أصفه! لكنه ألم في الصدر أسفل الثديين في غالب الوقت، وأحيانا أشعر بألم كسكين في ظهري من الجهة اليسرى أعلى الظهر، ولدي ألم في رسغ اليد اليسرى مكان العروق كوخز يأتيني بشكل يومي منذ شهور، وكأن عروق يدي مشدودة، وأيضا ألم في أصابع نفس اليد، وقد أجريت تخطيطا للقلب وكان سليما حسب قول طبيب الطوارئ.

كما أنني أصاب بالتهاب الحلق بين فترة وأخرى، ولكني دائما كنت أتناول المضاد الحيوي لعلاجها، ولدي آلام في جسمي تأتيني غالبا في الجزء العلوي من الجسم، أي الذراعين والبطن والظهر، وهي آلام متنقلة تأتي في مكان وتذهب لمكان آخر.

وقد عانيت العام الماضي من ضغوطات نفسية كثيرة ووسواس وخوف من الموت، لدرجة أني كنت دائمة التردد على الطبيب، وتناولت largactil، وعندما كنت أتناولها كنت أشعر بخفقان وتسارع في دقات القلب، فأوقفتها بعد أسبوعين فقط من تناولها، إلى جانب تحاليل أخرى كالغدة الدرقية، وأيضا كانت طبيعية، عدا وجود انتفاخ في الجهة اليسرى منها، وتحاليل السكري كانت أيضا سليمة.

بفضل الله خفت الوساوس، ولكني بدأت أخاف من مرض القلب بعد هذه التحاليل.

آسفة لأني أطلت عليكم، ولكني أحببت أن أوفر كل المعلومات الممكنة لتشخيص حالتي، فبم تنصحوني؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمى الروماتزمية مرض يحدث بسبب إصابة الجسم بنوع معين من البكتيريا في اللوزتين، وبعد مرور أسبوعين من تلك الإصابة يحدث تفاعل الجسم بين الميكروب والأجسام المضادة، وتصيب القلب والمفاصل والجلد، ولا يمكن تشخيص الحمى الروماتزمية إلا بتسلسل الأحداث والتهاب المفاصل، مع عدم القدرة على الحركة، ويكفي للتشخيص علامتين كبيرتين مثل: التهاب المفاصل، وصمام القلب، أو علامة كبيرة واحدة، أو اثنتين صغيرتين مثل: ارتفاع درجة الحرارة، وارتفاع anti-streptolysin O.

وتؤدي الحمى الروماتزمية إلى التهاب شديد في مفاصل الجسم، وعدم القدرة على الحركة، وكأن المفصل به خراج، ولها علاج خاص، وهو الأسبرين والمضاد الحيوي البنسلين، وقد تترك أثرا على القلب والكلى يمكن بسهولة اكتشافه عند الكشف الطبي العادي، ولكنها في تحاليل الدم يمكن أن تكون أوضح.

والتحليل ASO هو اختصار لـ anti-streptolysin O، وهو عبارة عن أجسام مضادة يكونها الجسم في حالة الإصابة ببكتريا streptococci Group A ، وبالتالي يمكن من خلال هذا التحليل معرفة هل الجسم مصاب بهذه البكتريا أم لا، من خلال الكشف عن antibodies A.S.O في الدم، وبالتالي يمكن تشخيص العديد من الأمراض التي تسببها هذه البكتريا، وارتفاع هذه الأجسام المضادة يقول أن لديك التهاباً بكتيرياً في مكان ما، ولا يكفي ارتفاع الأجسام المضادة لتشخيص الحمى، لأنه يعتبر من علامات المرض الصغرى، بل يجب أن يكون هناك علامتان صغيرتان وواحدة كبرى، أو علامتان كبيران، والعلامات الكبرى هي التهاب المفاصل وصمامات القلب.

ولعلاج الآلام التي تشعرين بها:
يمكنك أخذ حقنة فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل، وتكرر مرة أخرى كل 6 شهور، وأخذ حقن Neurobion في العضل يوما بعد يوم لتغذية الأعصاب، مع تناول كبسولات celebrex 200 mg مرتين يوميا، وكبسولات myolgin ثلاث مرات يوميا، ودهان مرهم فولتارين على أكثر الأماكن إيلاما، ويكفي في المرحلة القادمة المشي كرياضة مفضلة، أو الهرولة الخفيفة، وسوف تسير الأمور على ما يرام -إن شاء الله-، ولا داعي لأخذ حقن البنسلين طويلة المفعول إلا لو تم التأكيد من خلال الإيكو إصابة الصمام أو إصابة المفاصل بالوصف الذي وصفناه في الشهور الماضية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً