الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خفقان مستمر وآلام في العظام والعضلات، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 48 سنة، وزني 75 وطولي 167، أعاني من خفقان منذ سنتين، وذهبت إلى استشاري قلب، وقمت بفحص الموجات الصوتية والتخطيط العادي، والتخطيط مع الجهد وعمل فحوصات الدم المتعلقة بالقلب، وكل ذلك كان سليماً بفضل الله.

قال الدكتور خذ كونكور، وأخذته مع التدرج في زيادة الجرعة، ولم يتوقف الخفقان، وذهبت إلى طبيب الباطنية لأنني أعاني من القولون العصبي، ووصف لي دواءين أحدهما للباطنية وارتجاع المريء والآخر سبرالكس؛ ظناً منه أن المشكلة نفسية، واستعملته لمدة ستة أشهر وخف الخفقان ولم يختفِ.

كما أعاني من آلام يبدو أنها في العضلات أو العظام، حيث أشعر بحاجة في عمل تدليك وإطالة العضلات خاصة القدمين، ويكثر هذا عند الاستيقاظ من النوم، ومن قبل عدة شهور أشعر بتنميل في الفخذ اليمنى عند المشي أو الوقوف، وأعقبها آلام في أسفل الكعب الأيسر.

ذهبت لدكتور العظام وذكر أنه لا توجد مشاكل في الفقرات، وقد يكون هذا خاصاً بدكتور الأعصاب، وعملت عنده فحوصات (اليوريك أسيد وفيتامين د) ووجد نقصاً حاداً في فيتامين د، حيث كان المعدل 8 ولم يجد مشكلة في اليوريك أسيد، حيث وجد 3، وعملت وظائف كبد وكلى وفحوصات للبروستات، وكل ذلك سليم بفضل الله.

ما زلت أعاني من الخفقان، وإن كان أخف مما كان عليه في السابق، وأعاني من الخمول والكسل والميل لتدليك القدمين واليدين، والرأس أحياناً.

علماً أنني استخدمت فيتامين د المكمل لمدة شهرين، ولم تختفِ هذه الأعراض، وأحياناً يأتي مثل النغز في بعض العظام كعظم الساق أو القدم أو الكاحل، لدرجة إنني أرغب في الجلوس، فهل أعاني من مشكلة في الأعصاب أو الأوتار أو العضلات؟ وهل ذلك سبب للخفقان؟

أفيدوني، مأجورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك –أخِي- تواصلك مع إسلام ويب.

وصلتني استشارة قريبة جدًّا من استشارتك هذه منذ مدة ليست بالبعيدة، وعمومًا نحن نرحب بك - أخِي الكريم - وحالتك قد لا تكون نفسية مائة بالمائة، فأنت لديك أعراض جسدية، أعراض عضوية متعددة، وهذه الأعراض ليس من الضروري أبدًا أن تكون ناشئة من مرض عضوي حقيقي.

الآلام المتكررة والشعور بالإجهاد والتوترات العضلية هي علة منتشرة، وكثيرًا لا يوجد لها سبب معين، لكن توجد نظريات وتوجد بعض التأويلات، مثلاً هناك علة تسمى باسم (فيبروميالجيا - fibromyalgia) ويُقصد بها التهاب العصب أو العضل المزمن، وإن كان لا يوجد التهاب حقيقي، وعلاجها يتمثل في تناول بعض المسكنات، وكذلك التمارين الرياضية المستمرة ومضادات الاكتئاب أيضًا وجد أنها ذات فائدة.

هنالك علة أيضًا تسمى بمتلازمة الحركة المتكررة للقدم، أيضًا تُسبب آلاماً جسدية، خاصة في الساقين، وتُوجد علل كثيرة واهية، والمعايير التشخيصية فيها ليست واضحة مائة بالمائة، لكن أصلاً هي ليست ذات أهمية كبيرة، وليست ذات خطورة، حتى وإن كانت مزعجة للإنسان.

أرى أنه من الأفضل بالفعل أن تقابل طبيبًا مختصًّا في الأمراض الأعصاب، هذا سوف يجعلك تطمئن أكثر، وقد يقوم الطبيب بتوجهيك بصورة أكثر دقة، ويضع لك خطة علاجية أفيد.

بالنسبة للخفقان: الـ (كونكور Concor) من أفضل الأدوية التي تعالج الخفقان، وما عليك إلّا أن تمارس الرياضة، وأن تمارس تمارين الاسترخاء، وأن تعتمد على النوم الليلي المبكر، وأن تُقلل من تناول الشاي والقهوة، هذا كله -إن شاء الله تعالى- في نهاية الأمر يؤدي إلى قلة الخفقان، واختفائه تمامًا -إن شاء الله تعالى-.

تصحيح مستوى فيتامين (د) أمر مطلوب، والعلاج بسيط جدًّا في مثل هذه الحالة، لأن فيتامين (د) يعتبر مكمِّلاً للصحة النفسية، وكذلك الصحة الجسدية.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً