الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب صدمة تغيير موعد الامتحان أصبت بوسواس الخوف من كل شيء، ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 17 سنة، قبل سنتين كان لدي اختبار نهائي في المدرسة يوم الأحد، وعلمت بتغيير موعد الاختبار إلى يوم السبت، فقمت من النوم مرعوبة، وذهبت للاختبار، وكانت أموري جيدة، لكنني بعد هذه الحادثة أصبت بإحساس الخوف من المجهول، ثم تحول إلى الخوف من الموت، حيث كنت أحس أنني سوف أموت بعد أربعين يوما، ومع دخول شهر رمضان، بدأت أشعر بالضيق، وفي يوم كنت أشاهد الإضاءة في الشارع، فخطر ببالي أنني ربما نائمة وما أراه حلما وليس واقعا، وازداد الأمر سوءًا، وتحول إلى اختلال الأنية، لم أعد أعرف من أنا، وأنظر في المرآة فلا أعرف نفسي، هل أنا على قيد الحياة أم في العدم؟

أصبحت بعدها أخاف من الموت كثيرا، وأخاف من كل شيء، من النوم وحدي، ومن الظلام، ومن الخروج من البيت، وكل شيء، وكانت تأتيني نوبات وأحاول أن أخففها بنفسي لأن أهلي يعتقدون أنني بخير، لكنني أشعر بتعب، وأي شيء يصيبني أربطه بالموت، أبدو في ظاهر الأمر طبيعية، لكنني من الداخل أشعر أنني لست طبيعية، ولا أستطيع أن أعيش حياتي.

لكن -الحمد لله- بعد أن بدأت الدراسة خفت الأعراض بسبب انشغالي بالدراسة، لكن عقلي يصور لي أن هذا دليل على قرب موتي.

درجاتي نزلت، وكل شيء في حياتي تغير، وتعلمت من الخوف أشياء كثيرة، لكنني لا أستطيع التخلص منه، وكذلك لا أستطيع أن أتعبد جيدا، رغم أنني أحاول، وأتمنى أن تساعدوني، علما أنني قبل تسعة أشهر أجريت فحص الفيتامين د وكان 6.8، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amaal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب.
الذي حدث لك نسميه بقلق المخاوف من الدرجة البسيطة، وفي مثل مرحلتك العمرية تحدث مثل هذه الأعراض، وهي -إن شاء الله تعالى- مؤقتة وعابرة، فالخوف والتوتر وشيء من الوسوسة، وشيء من عسر المزاج، يُصاحب هذه المرحلة العمرية كما ذكرت لك.

كل الذي تحتاجينه هو أن تُحقِّري تمامًا فكرة الخوف، الخوف من كل شيء، لا خوف إلَّا من الله، وتوكلي على الله، وكوني قوية الشكيمة، اسألي الله تعالى أن يحفظك، وأن يُطيل في عمرك في عمل الصالحات، وعيشي حياةً صحية، الحياة الصحية تتطلب منك: أن تمارسي الرياضة، أن تنامي مبكرًا، أن تصلي الصلاة في وقتها، أن تحرصي على أذكار، وأذكار الصباح والمساء، وأن تحرصي على شيء من تلاوة القرآن، وأن تكون لك برامج في الحياة، تُخططي من خلالها لمستقبلك، واسألي الله تعالى أن يكون مستقبلاً باهرًا.

أنت في بدايات الحياة، في بدايات العمر النضر الذي يؤهلك -إن شاء الله تعالى- لأن تكوني على أفضل حال. اجتهدي في دراستك، عليك بالصحبة والرفقة الطيبة، وعليك ببر والديك، وأن تكون لك مشاركات حقيقية في أسرتك مشاركات إيجابية.

الخوف من الموت يجب أن يكون خوفًا شرعيًا وليس خوفًا مرضيًا، الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقص فيه لحظة واحدة، ومن يحرص على أذكاره - خاصة أذكار الصباح والمساء - ينتهي منه هذا النوع من الخوف، هذا أمرٌ مؤكدٌ وقطعيٌ.

أيتها الفاضلة الكريمة: هنالك تمارين نُسميها بتمارين الاسترخاء، أريدك أن تسترشدي بها، وتطبقيها، وتحرصي على المداومة عليها، فهي مفيدة جدًّا. إسلام ويب أعدَّت استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تطلعي على هذه الاستشارة وتطبقي هذه التمارين بالكيفية التي ذكرناها في تلك الرسالة.

أنت لست في حاجة لعلاج دوائي، فقط صححي مستوى فيتامين (د) في الدم، وذلك من خلال تناول العلاج التعويضي والذي سوف يصفه لك الطبيب بالرعاية الصحية الأولية.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً