الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خفت المخاوف والهلع لكني ما زلت أشعر ببعض الأعراض الأخرى!

السؤال

السلام عليكم.

عمري 25 سنة، كنت أعاني منذ 5 سنوات من ضيق في الصدر، يجعلني أشعر بالعصبية والاكتئاب، وصعوبة في التنفس، استمررت على هذه الحالة بدون علاج حتى تعايشت معها.

كنت أتعاطى الحشيش بكميات قليلة، أدخن لمدة شهرين وأقلع، ثم أعود، استمررت على هذه الحالة حتى شهر رمضان الماضي.

طيلة هذه الفترة كنت أعاني من ضغوطات نفسية، وقلق على المستقبل، وشرود الذهن، ففي ليلة من ليالي رمضان الكريم تناولت سيجارة حشيش؛ ولكن لم تمض بنفس النشوة والمتعة كسابقاتها، بل عند تدخينها بدأت الوساوس تسيطر على عقلي، فكانت فكرة أنني سأجن، فشعرت بخوف شديد.

ذهبت إلى البيت وأنا على نفس الحالة، انتظرت حتى ذهب مفعول سيجارة الحشيش، وقلت الحمد لله أنني بخير، فنمت تلك الليلة؛ ولكن عند الاستيقاظ شعرت باختلال في الآنية، أحسست أن (أنا) لست (أنا)، وهذا الإحساس سبب لي الفزع والخوف، وضغطاً في الرأس، أحس أن رأسي مشدود أو مضغوط، وفكرة أنني سأجن لم تذهب من عقلي.

صبرت 3 أيام على هذه الحالة، وبعدها ذهبت إلى طبيب نفساني فشرحت له حالتي، ووصف لي دواء أنافرانيل 25، مرتين في اليوم، ودواء سوليان 50، مرة واحدة ليلا، وزاناكس 1/2 عند النوم، والآن لي شهر على تناول هذه الأدوية، وقد خفت المخاوف والهلع، ولكن اختلال الآنية، والكهرباء في الرأس، والتنميل في الأطراف، ما زلت أشعر به.

هل سأشفى من الاختلال في الآنية؟ وما تشخيصكم لحالتي؟ وهل الدواء الذي أستعمله فعال ويصلح لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

أعراضك واضحة جدًّا - أخِي الكريم - وخلاصة الموضوع -وحسب ما طلبت تشخيص حالتك- أقول لك: ممَّا هو متاح من وصف ومعلومات؛ أنت تعاني من درجة بسيطة إلى متوسطة ممَّا يسمى بقلق المخاوف الوسواسي، والقلق والمخاوف دائمًا متداخلة، وحين تستمر مع الإنسان - خاصة القلق التوقعي - يؤدي إلى شيء من الوسوسة.

أخِي الكريم: الحمد لله تعالى أنك أقلعت عن تعاطي الحشيش، وأعتقد أن تركزك يجب أن يكون على العلاجات غير اادوائية، والتي تتمثل في ممارسة الرياضة، والتفكير الإيجابي، وتنظيم الوقت، وأن تجعل لحياتك هدفًا، وأن تحرص على أمور دينك، وأن تكون دائمًا شخصًا نافعًا لنفسك ولغيرك.

أعتقد أن هذه هي الأسس العلاجية المطلوبة في مثل هذه الحالات، وسوف تُساعدك على أن تصرف اهتمامك بالأعراض وتوجِّهه نحو ما هو أفيد بالنسبة لك.

أيهَا الفاضل الكريم: أريدك أن تستفيد من هذا العمر الجميل الذي أنت فيه، وهو بدايات سن الشباب. طاقاتك -إن شاء الله تعالى- موجودة، فلا تُضيعها من خلال الوسوسة والخوف والقلق، حوِّل كل هذه الأعراض إلى طاقات نفسية إيجابية، وسوف يفيدك هذا كثيرًا.

بالنسبة للعلاج الدوائي؛ قطعًا سوف يُساعدك، لكن ليس كل شيء، ويمكن أن تنتقل إلى دواء آخر غير الأنفرانيل، وذلك بعد استشارة طبيبك، وعقار مثل الـ (سبرالكس Cipralex) والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) أو (زولفت Zoloft) والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) ربما يكون مناسبًا جدًّا بالنسبة لك.

تطبيق تمارين الاسترخاء بدقة؛ سوف يفيدك أيضًا، فيمكن أن يُدرِّبك الطبيب عليها.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب محمد بدر بنشعو

    اشكرك يا دكتور على اجابتك الكريمة التي شخصت فيها حالتي مما جعلني ارتاح نسبيا واشكرك ايضا على النصائح التي سوف اطبقها في جياتي الشخصية وارجو من الله الشفاء العاجل

  • المغرب بنشعو محمد بدر

    اشكرك دكتور على ردك الجميل والقيم وارجو من الله ان يفقكم جميعا لما تفعلونه من خير كثير في هدا الموقع الجميل الدي يخفف عنا ولو القليل مما نعاني منه وارجو من الله الشفاء لي ولكل المسلمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً