الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والخوف والتوتر، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بالسابعة عشرة من عمري، أعاني من القلق، والخوف، والتوتر، علماً بأنني أستعمل حالياً دواء السيروكسات (50) مل، والسيتالوجن (20) مل، وأنا مراجع لدى طبيب نفسي في مستشفى خاص، ولكن حقاً لا أشعر أنني أستطيع إخباره بكل ما لدي؛ لأنني أصاب بالتوتر والقلق عندما أتحدث معه، وأبدأ بنسيان ما كنت أود قوله، ويكون ماسكا زمام الحديث.

منذ الصغر وأنا أشعر بالخوف من جميع الأمور، والتوتر، والقلق، والضيق في الصدر، وأصغر الأمور تزعجني، وأتحسس منها، وأيضا عصبية من أتفه الأسباب.

أحاول قدر الإمكان تهدئة نفسي، ولكن دون جدوى. والماضي يسبب لي ألما، ويدخلني في دائرة من الحزن واليأس، ويصعب علي فهم بعض الأمور، ولدي بطء في الاستيعاب، وبشدة يزعجني حالي هذا، وأتمنى أن أكوّن علاقات مع الآخرين، لكن هنالك شعور –فعلاً- يمنعني من ذلك.

إذا تحدثت مع أي شخص، أو قلت أي شيء؛ بعدها أفكر: هل هذا الذي قلته صحيح؟ هل هو مناسب؟ وأبدأ بالتفكير اللانهائي، لذلك بدأت أفكر أن الصمت جيد لي –فعلاً-؛ فهو يقيني شرّ هذا، وأيضا أود أن أصبح شخصاً ناجحا في حياتي، ولكن في حالتي فالتفكير هو المسيطر علي، يدخلني في متاهات، ولا أشعر بقيمة نفسي فعلياً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية.

جرعة الدواء التي تتناولها هي جرعة كُليَّة، بمعنى أنها الجرعة القصوى خاصة من الزيروكسات، ويجب ألا تتعدَّاها -أيها الفاضل الكريم- وأعتقد أن الذي تحتاجه هو بعض الإضافات السلوكية لحياتك، وتحسين نمطها، لتُحاصر هذا التوتر والقلق الذي ينتابك.

أولاً -أخِي الكريم-: لا أسف على الماضي، هذا يجب أن يكون شعارك، الماضي هو خبرة، هو مهارة بخيره وشرِّه وسلبياته وإيجابياته، وأضف إلى ذلك: يجب ألا تخاف من المستقبل، كل شيء بيد الله، والمستقبل ركيزته الحاضر، لذا يجب أن تُركِّز على حاضرك، تعيش الحياة بقوة، بثقة، تكون شخصًا نافعًا لنفسك ولغيرك، تحسن إدارة وقتك، وهذا -يا أخِي الكريم- هو الذي يُنزل على نفسك الكثير من الأمان.

الرياضة أيضًا يجب أن تكون جزءًا من حياتك، التعبير عن الذات، مشاركة الناس في مناسباتهم.

لاحظنا -أخِي الكريم- أن الأشخاص الذين يقومون بزيارة المرضى في المستشفيات هم أكثر الناس طمأنينة، أنا أجريتُ دراسة بسيطة في هذا السياق، ووجدتُ أن زيارة المرضى هي -حقيقة- من الإضافات الجميلة في حياة الإنسان، وبِرّ الوالدين أيضًا وجدتُ يبعث الطمأنينة في النفوس.

أنا أعرف أنك تعرف هذه الأصول، لكن وددتُ أن أذكرك بها، وأيضًا أثبت لك قيمتها العلمية من خلال ما أجريناه من ملاحظات وتجارب علمية.

أيهَا الفاضل الكريم: الرياضة يجب أن تكون إضافة حقيقية في حياتك، لا يستمتع الإنسان بصحة نفسية صحيحة ولا تعاف صحيح دون ممارسة رياضة، هذا أمر الآن ثابت، ولا يخفى على ذي بصيرة، فاجتهد في أن تمارس الرياضة.

حسن إدارة الوقت أيضًا من الأشياء الإيجابية جدًّا.

لا تراقب نفسك -أخِي- حين تتحدث مع الناس، لا تفرض على نفسك سياجًا من القلق، تعامل مع الناس بكل طبيعية وفطرة سليمة، وقطعًا هنالك أنواع من التمازج الاجتماعي التي تطور من مهارات الإنسان، كصلاة الجماعة مثلاً، فيها خير كثير، تجاذب الحديث مع بعض المصلين بعد انتهاء الصلاة، أيضًا يقوِّي من المهارة الاجتماعية لدى الإنسان.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وكل عامٍ وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً