الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الرهاب الاجتماعي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اكتشفت أن عندي رهاباً اجتماعياً، ولما قرأت آثاره الجانبية؛ قلت لابد أن أقول لأمي تأخذني لدكتور نفسي؛ حتى لا يطول الموضوع ويستفحل فيّ، طبعا لن أقول لكم مدى معاناتي وتعبي منه، فالكل يعلم ذلك، ووالله الذي لا إله إلا هو لا أعرف أن أكوّن صداقات، ولا أعرف كيف أصاحب أصدقاء، لكن -الحمد لله- لي صديقان اثنان، يحبونني وأحبهم.

ولما ذهبت للدكتور النفسي أعطاني دواء (escita10m) و(arepexane10m) الدواء الأول مرتاح له؛ لأنه مضاد اكتئاب، أما الثاني مستغرب له؛ فهو مضاد للذهان، لماذا أعطاني الطبيب هذا الدواء؟ لا أعرف، أريد منكم أن تقولوا لي لماذا أعطاني هذا الدواء؟ وأريدكم أن تقولوا لي الحل النهائي للرهاب الاجتماعي؛ لأني تعبت –والله، يا دكتور- وكنت السنة التي فاتت أحب بنت خالتي، ولكن انفصلنا، مع أني كلمتها ونفسيتي كانت مرتفعة جدا في هذه الأيام، وكنت أصلي، ومرتاح دينيا ونفسيا، وهذه الأيام غير مرتاح نفسيا، مع أني أصلي، لكن لا أدري لماذا هذه الأيام غير مرتاح مع أني أصلي؟

أرجو منكم الرد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت قمت بالإجراء الصحيح، وهو الذهاب إلى الطبيب النفسي، والذي قام بإعطائك الأدوية المذكورة، وإذا كان بالفعل تشخيصك الرهاب الاجتماعي، فأنا أقول لك: إن عقار (استالوبرام Escitalopram) دواء ممتاز جدًّا لعلاج الرهاب، أما الدواء الثاني نعم هو مضاد للذهان، لكن كثيرًا ما يُعطى كداعم للعلاج الأول، يعني ربما رأى الطبيب أن يُعجِّل بفعالية الدواء الأول لذا أضاف الدواء الثاني، هذه نظرية أو احتمالية. والذي أريده منك هو أن تستفسر من الطبيب في المرة القادمة، هذا من حقك تمامًا.

بالنسبة للآليات الأخرى لعلاج الرهاب -وهي مهمة جدًّا، ربما تكون في نفس مستوى أهمية الدواء- هذه الآليات هي: أن يكون لديك المزيد من الثقة في نفسك، أنت لم تذكر عمرك، لكن أحسبُ أنك في سِنِّ الشباب أو بدايات سن الشباب، لديك طاقات نفسية، لديك طاقات جسدية كثيرة جدًّا، الحمدُ لله أنت حريص على صلاتك، وهذا أمرٌ عظيم، فكن متفائلاً، وضع لنفسك أهدافا في الحياة؛ فعدم وجود الأهداف وعدم وضوح الرؤيا يجعل الإنسان مترددًا ومُحبطًا، ويجد نفسه مهتز الثقة بنفسه.

فأرجو أن تثق بنفسك، وأن تُجدد طاقاتك، وأن تسعى دائمًا لأن تكون عضوًا فاعلاً في أسرتك، وعليك بالصلاة في المسجد -خاصة في الصف الأول مع الجماعة-، فهي من أفضل علاجات الرهاب الاجتماعي، وأن تمارس الرياضة خاصة الرياضة مع بعض الأصدقاء، أو ما نسميه بالرياضة الجماعية، هذا أيضًا مفيد ومُجرَّب.

فأنت مطالب حقيقة بأن تُطبق الوسائل والطرق والآليات العلاجية الأخرى، ولا تعتمد فقط على الدواء.

أكرر مرة أخرى فيما يخص الاستفسار عن الأدوية: اسأل الطبيب، لكن أطمئنك أيضًا أن هذا المنهج موجود، أي أن يُخلط بين الأدوية، يُعطى الدواء الأول مثلاً كعلاج أساسي، والدواء الثاني كدواء ثانوي وداعم للأول، هذا معروف وطريقة مُقرة ومفيدة جدًّا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً