الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني التخلص من الاكتئاب والقلق نهائيًا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحب الاستشارات: (2251604) و(2255178) و(2261808).
تحية طيبة للعاملين جميعًا في إسلام ويب، وتحية خاصة للدكتور محمد عبد العليم.

أود أن أشكرك على كل ما تقدمه، وأسأل الله العظيم أن يكتب لك بكل حرف ألف حسنة، وأريد أن أبشرك أني بحمد لله تحسنت حالتي بنسبة تعدت 80 بالمائة خلال فترة بسيطة لم تتعد 6 شهور، وأنا مستمر في العلاج حتى يشفيني الله شفاءً كاملاً.

رسالتي هذه استفسار بسيط من شخصكم الكريم: لقد أنهيت الجرعة التمهيدية، وجرعة 20، وثلاثة شهور من جرعة 10، وأوقفت الاندرال من ثاني شهر، وأنا ملتزم بموعد الدواء، لم أعد أخاف المرتفعات كالسابق، وأصبحت أصلي في المسجد، في الصف الأول، واختفت تقريبًا الأفكار السلبية والقلق والتوتر، -ولله الحمد-.

كنت في بعض الأيام أشعر ببعض الاكتئاب البسيط واليأس والحزن وعدم التفاؤل والقلق، لا أريد أن أقول إنها انتكاسة، أعتبرها هفوة بسيطة أحاربها بالتحقير والإهمال قدر المستطاع.

استفساري دكتوري الغالي، كيف يمكنني التخلص منها نهائيًا؟ هل أنا في مرحلة الشفاء التام أم ما زلت بحاجة إلى الاستمرار على الدواء؟ ولا زال لدي تسارع في النبض في بعض الأوقات، وأقوم بتجاهله، وهل من نصائح تقدمها لي؟ وأعتذر عن الإطالة، وسبب آخر لكتابتي استشاراتي وهو أن أشجع إخواني وأخواتي، وأنه لا يأس، وكل داء وله دواء بفضل الله تعالى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ osama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا على كلماتك الطيبة هذه، وكل عامٍ وأنتم بخير، وأنا سعيد جدًّا أن أسمع هذه الأخبار السارة والكلمات التحفيزية، وقطعًا جهدك - بعد فضل الله تعالى - كان السبب في هذا التحسُّنِ الرائع الذي وصلت إليه.

أيها الفاضل الكريم: ما تبقَّى من أعراض يجب ألا تكترث لها، وقلل تمامًا من مراقبتك لذاتك، حتى في وقت الاسترخاء والمزاج النفسي الإيجابي جدًّا لا تُراقب نفسك كثيرًا، لا بد أن يكون هنالك شيء من العفوية والتلقائية في التعامل مع المشاعر، وحدوث الهفوات القلقية هنا وهناك هذه ظاهرة طبيعية جدًّا، بل يرى أتباع المدرسة الفيرودية أنها لا بد منها؛ لأن الإنسان الذي لا يستشعر الأحزان والكدر في جميع مراحل حياته لا يمكن أن يستشعر ويعرف قيمة الأفراح والانبساط.

فيا أخِي الكريم، هذه تقلبات عادية جدًّا، وحين تأتيك لحظات الكدر هذه - إن جاز التعبير - انقل نفسك لفكرٍ مخالف دون أن توسوس حولها، وتذكّر التقدُّم الإيجابي الذي حدث لك في صحتك النفسية بصفة عامة، وأشغل نفسك بمشاريع مستقبلية، فهذا أمرٌ ضروري؛ لأن هذا يدفعك نحو إدارة وقتك وحياتك بصورة أفضل، وحين تكون الأهداف واضحة وآليات الوصول إليها موجودة وواضحة هنا يكون الإنسان قد تخلَّص تمامًا من الفراغ النفسي والذهني والزمني، وهذا يؤدي إلى راحة تامة بإذنِ الله تعالى.

الرياضة لها دور عظيم فيما يتعلق بتطور الصحة النفسية، فأرجو أن تكون حريصًا عليها، وتواصلها بنفس النمط العلاجي لأي وسيلة علاجية أخرى، يعني أقصد أنها مهمة لتقوية النفوس قبل تقوية الأجسام.

أما فيما يخص المرحلة العلاجية التي أنت فيها، أعتقد أنها مرحلة جيدة، وأعتقد أن تقدُّمك ممتاز، فاستمر على الدواء بنفس الكيفية والجُرع والمدة الزمنية التي تحدثنا عنها سلفًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً