الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق المستمر، ما الحل لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا هدى، وعمري 12 سنة، فأنا في مرحلة نفسية شديدة؛ كوني دخلت مرحلة المراهقة إلا أنها غير عادية, أصبحت أقلق على أي شيء، وعلى المستقبل خاصة، سواء القريب أو البعيد، لا فرق, وأحيانا أشعر كأنني عمدا أبحث عن سبب لأقلق!

أنا مهتمة بصلاتي، وبتلاوة القرآن -ولله الحمد-, حتى هذا الأمر يقلقني, أخشى أن لا يتقبل الله صلاتي مهما كانت صحيحة؛ لأنني سابقا ارتكبت ذنوبا، لكنني تبت منها، ولله الحمد, وحاولت أن أهدئ نفسي؛ لأنه لا يوجد سبب للقلق, لكن لا فائدة، خاصة أنني قد انتقلت إلى متوسطة أخرى؛ لذلك زاد قلقي, وأخاف أن لا أتآلف مع زميلاتي في القسم، وأبقى وحيدة, وأخاف أن لا أجد من يساندي؛ لأكتب ما فاتني من دروس، علما أنني خجولة جدا, أقلق وأقلق وأقلق... هل يوجد حل؟

وشكرا جزيلا، والسلام عليكم

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ابنتنا العزيزة: أولاً: نقول لك أنت ما زلت في ريعان شبابك، وما زال المستقبل -إن شاء الله- يعد بالكثير، وما زالت فرص تحقيق الآمال والطموحات أمامك واسعة، فالمطلوب منك الآن هو أن تبعدي شبح العجز واليأس الذي خيم على قلبك وفكرك، واستبدليه بروح التفاؤل، والنظرة المشرقة للحياة، فأنت -مؤكد- لديك العديد من القدرات والطاقات، فقط محتاجة لتفجير واستثمار بصورة جيدة، و-إن شاء الله- ستصلين لما تريدين.

انظري إلى حال من هم أضعف وأقل منك صحة، وعلماً، وقدرة، ومهارة، تعلقوا بالحياة فأبدعوا فيها، وحققوا الكثير من الإنجازات في مجالات حياتية مختلفة، فحاولي دائماً تحكيم العقل لا العاطفة، وانظري للأمور بنظرة واقعية، وأن تكون حلولك للمشاكل أيضاً واقعية، ولا تستسلمي؛ فالحياة كلها مجاهدة ومكابدة.

نوصيك -أولاً- بكثرة الاستغفار؛ فإنه مزيل للهموم، ومجلب للسعادة -إن شاء الله- وتذكري أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتائب حبيب الرحمن، وكل ابن آدم خطاء، ثم حاولي التخلي عن الحساسية الزائدة في علاقاتك مع الآخرين، ولا تحقري ما عندك من إمكانيات وقدرات وخصائص وسمات.

تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص، وهي:
- الرغبة في بلوغ الكمال.
– سرعة التسليم بالهزيمة.
– التأثر السلبي بنجاح الآخرين.
– التلهف إلى الحب والعطف.
– الحساسية الفائقة.
– افتقاد روح الفكاهة.

وحاولي التحلي بالصفات التي ضدها، مثل: القناعة بما عندك، وعدم الاستسلام، والاستفادة من التجارب الفاشلة، وتمني للآخرين النجاح، وليكن نجاحهم دافعا وحافزا بالنسبة لك، واسعي ليكون حب الله ورسوله هدفك الأول، وبري والديك يسهل طريقك، وتتحقق أمنياتك إن شاء الله.

مارسي تمارين الاسترخاء العضلي، وتجدين تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015) فإنها مفيدة -إن شاء الله- في خفض التوتر والقلق.

نسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً