الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الانفصال بسبب خيانة زوجي المتكررة!

السؤال

زوجي يخونني، وحاولت أكثر من مرة أن أسامحه وأفتح معه صفحة جديدة، ولكنه يعود مرة أخرى.

أنا الآن أريد الانفصال عنه، ولكني لا أستطيع بدون أن أخبر أهلي عن السبب، فلو أخبرتهم هل يكون هذا عدم ستر على مسلم، وهتك عرضه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

لم تُبيِّني لنا الطريقة التي بها علمت خيانة زوجك لك، وما المقصود بهذه الخيانة؟ وإنما قلنا هذا الكلام لأنه إن كان ما ذكرتِ مجرد شك منك في زوجك وتوهم لفعله؛ فينبغي لك ألا تبني على هذا الشك أحكامًا؛ لأنه لا يعْدُ أن يكون ظنًّا، والظن السيئ ممَّا حرَّمه الله تعالى، ما لم تدعُ إليه قرائن وأمارات تُسوِّغ ظنَّ السوء بهذا الإنسان المسلم، وإلاَّ فالأصل أن الله سبحانه وتعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظنِّ إن بعض الظنِّ إثمٌ}.

أما إذا كان ذلك يقينًا لديك بأنه يقع فيما حرَّم الله تعالى من الفواحش، وأنه يُصِرُّ على ذلك، وقد حاولتِ إصلاحه وردَّه عمَّا هو فيه دون جدوى، ففي هذه الأحوال الفراق سائغ، فإن للمرأة أن تطلب الطلاق بسبب فساد دين الزوج، وإن كنا نرى أن البقاء والحفاظ على الأسرة مع إمكان إصلاح هذا الزوج هو الأسلوب الأمثل والحل الأفضل، ولكن إذا كان الزوج سادرًا في غيِّه مستمرًّا عليه؛ فإن هذا -كما قلتُ- ممَّا يُسوِّغ للمرأة أن تطلب الطلاق، والله سبحانه وتعالى قد وعد الزوجين عند الفراق وعدم استدامة الحال بعدم إمكان الإصلاح، قد وعد كُلاً من الزوجين بأن يُغنيهم من فضله، فقال سبحانه: {وإن يتفرقا يُغن الله كلاً من سعته}.

وأما إخبارك لأهلك، فإن كان بقصد أن يُساعدوك على هذا الفعل، ولا تتمكنين من ذلك إلَّا بإخبارهم؛ فهذا ممَّا يسوِّغ لك الإخبار، فالغيبة وذكر الإنسان بما يكره قد تجوز لمسوِّغاتٍ، ومنها الإعانة على التخلص من المنكر، فإذا كنت تحتاجين إلى إخبارهم لمساعدتك على ذلك فلا بأس، أما إذا كان لمجرد تبرير موقفك، ولا تحتاجين منهم إلى إعانة، فينبغي ألا تُخبريهم بالسبب بخصوصه، وإنما تذكرين لهم أنك كرهت البقاء معه بسببٍ قد يعود عليك بالضرر، أو نحو ذلك من الكلام العام المُجمل.

وكذلك يجوز لك الإخبار لهم بما يحصل من زوجك إذا كان هذا الزوج قد هتك سِتره بنفسه، وأصبح يُجاهر بفعله لهذه المعصية، فالمجاهر يجوز ذكره بمعصيته، ولا حُرمة له؛ لأنه قد هتك ستر نفسه بنفسه.

نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يُقدِّر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً